بالوثائق.. الخارجية الأمريكية تفضح العلاقة الإرهابية بين القاعدة وإيران
الأحد 05/مارس/2023 - 07:39 م
أحمد عادل
أثار إعلان وزارة الخارجية الأمريكية، أن المدعو سيف العدل المصري المقيم في إيران، أصبح زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، وذلك بعد مقتل أيمن الظواهري في يوليو 2022، الكثير التساؤلات حول العلاقة بين طهران والتنظيم الإرهابي.
القاعدة وإيران
وتُعد العلاقة بين إيران وتتظيم القاعدة علاقة ممتدة، فهي ليست بالجديدة ولا القديمة، وتم توثيقها من خلال مجموعة من التقييمات الاستخباراتية الأمريكية المفتوحة، ووثائق القاعدة التي رفعت عنها السرية، هي وبعض البيانات والمنشورات، وما زالت طهران تقدم الدعم اللازم إلى تنظيم القاعدة، حيث ساهمت في بقاء التنظيم وتمدده، فمع بداية تسعينيات القرن العشرين، بدأت العلاقة بين إيران وتنظيم القاعدة، حيث أبرمت آنذاك الوقت القاعدة وطهران اتفاقية تضمنت تدريب أعضاء من القاعدة مع عملاء استخبارات إيرانيين في إيران ووادي البقاع في لبنان.
وفي منتصف التسعينيات من القرن الماضي، قدمت إيران لعملاء القاعدة الدعم اللوجستي والسفر في عناصرها من السودان إلى أفغانستان.
لجنة 11 سبتمبر
وبحسب تقرير لجنة 11 سبتمبر، رتبت طهران عبور أعضاء القاعدة من وإلى أفغانستان، وكان بعضهم أعضاء مجموعة أحداث 11 سبتمبر، والأكثر من ذلك فتحت إيران حدودها أمام عناصر إرهابية من العرب الراغبين في السفر إلى كابول.
أيضًا طهران تعمل على توفير الملاذات الآمنة والتدريب والتخطيط والتمويل، وتنفيذ العمليات الإرهابية على مستوى دولي، حيث سمحت لعناصر القاعدة بفتح معسكرات التدريب والتجنيد، واعتماد مقرات قيادة لتنفيذ عمليات إرهابية حول العالم إلى جانب الحصول على الكثير من التكنولوجيا المتقدمة من أجل عمليات إرهابية تخدم مصالح إيران.
وثائق أبوت آباد
ووفقًا لما كشفته وثائق أبوت آباد، والتي أوضحت العديد من المراسلات التي تمت بين أسامة بن لادن مع القيادي السابق في تنظيم القاعدة وأبوعبد الرحمن أنس السبيعي، المعروف باسم «أبو أنس الليبي»، الذي شرح كافة تفاصيل تعاون طهران مع قيادات الصف الأول.
وبعد مقتل القيادي الإرهابي أسامة بن لادن استمرت العلاقات مع إيران بين صعود وهبوط في ظل زعامة أيمن الظواهري للتنظيم.
وفي عام 2015، كشفت الخلافات بين تنظيم داعش وفرع تنظيم القاعدة في سوريا جبهة النصرة، التحالف بين الجانبين (طهران والقاعدة)، حيث قال أبو محمد العدناني، الناطق السابق باسم تنظيم داعش في كلمة مسجلة له بعنوان «عذرًا أمير القاعدة»: «إن التنظيم لم يضرب الروافض في إيران منذ نشأتها.. امتثالًا لأمر القاعدة للحفاظ على مصالحها وخطوط إمدادها في إيران.. نعم، فليسجل التاريخ للقاعدة دينًا ثمينًا في عنق إيران».
ولعل من أبرز الشخصيات التي استضافتها إيران على أراضيها بعض من أفراد عائلة أسامة بن لادن، ومنهم إحدى زوجاته، وولداه خالد وسعد وابنته إيمان، إضافة إلى سيف العدل القائد الأمني البارز بالتنظيم، وأبو محمد المصري، إضافة إلى أبو مصعب السوري، وأبو مصعب الزرقاوي، الذين كانوا تحت الإقامة الجبرية لفترة معينة.
من جانبه، قال هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، إن العلاقة تعود لعقود طويلة مرتبطة بتبادل خبرات ومشاريع مع تنظيم الإخوان أولًا وورث ذلك بشكل أو بآخر التنظيمات الإرهابية بداية من الجهاد والجماعة الإسلامية انتهاء بالقاعدة.
وأكد «النجار» في تصريح خاص لـ« المرجع»، أن قادة تلك التنظيمات منبهرون بما تسمى تجربة الثورة الإسلامية في إيران، ويسعون لاستنساخها وصولًا لتأسيس دولة آيات الله السنية في المجال العربي.
وأضاف الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن تطور هذه العلاقة مع توطيد العلاقات بين إيران والقاعدة على ضوء المنفعة المتبادلة والتوحد ضد أعداء مشتركين، مثل أمريكا والغرب وبعض الأنظمة العربية، ولذلك أسهمت إيران وميليشياتها الإرهابية - خاصة حزب الله - في تدريب وإعداد العديد من قادة القاعدة في التسعينيات وفي مقدمتهم سيف العدل.
وأشار إلى أن لإيران دورًا مهمًّا - لعبته من وراء ستار - في هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وبدون شك فإن إقامة قادة القاعدة المهمين داخل إيران عزَّز هذه الصلات، خاصة أن هؤلاء أو غالبيتهم يحملون مشروعًا يجعل الإرهاب في خدمة المصالح الإيرانية في الإقليم وفي العالم.





