يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

لمحاربة الإرهاب.. تعاون عسكري وتنسيق أمني بين الإمارات والصومال

الإثنين 09/يناير/2023 - 05:15 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
بعد تزايد العمليات الإرهابية التي تنفذها التنظيمات الإرهابية في مقديشو، وقعت دولة الإمارات والصومال، الأربعاء 4 يناير 2023، اتفاقية تعاون عسكري وأمني لمحاربة الإرهاب، تلبية لرغبة الطرفين ففي التعاون بما يخدم مصالح البلدين وشعبيهما.

جاء ذلك استقبال محمد بن أحمد البواردي وزير الدولة لشؤون الدفاع بدولة الإمارات، عبد القادر محمد نور وزير الدفاع الصومالي، في مقر الوزارة بأبوظبي.
 
تعاون وتنسيق

وبحث الجانبان، خلال اللقاء، علاقات التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين في المجال الدفاعي والعسكري، وسبل تنميتها بما يحقق المصالح المشتركة، إضافة إلى استعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتبادل وجهات النظر بشأنها.

ويأتي توقيع الاتفاقية التزامًا منهما بمبادئ المساواة والسيادة، وتلبية لرغبة الطرفين بالتعاون المتبادل لما يخدم مصالح البلدين وشعبيهما، وتأكيدًا للأهمية التي يوليها الطرفان للحفاظ على الأمن والسلم والاستقرار في الصومال.

كما أنه يتوافق مع الاتفاقيات الدولية والأعراف والمبادئ، وقرارات القانون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب والتعاون الأمني، ويهدف إلى "تعزيز الجهود والتعاون العسكري لمكافحة الإرهاب".

الإمارات وإحلال السلام في الصومال 

وفي ديسمبر 2022، رحبت الإمارات، بقرار مجلس الأمن تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال، مؤكدة على مواصلة مساندة الشعب الصومالي، وبعثة «أونسوم» التي تدعم جهود إحلال السلام والأمن في الصومال.

وقالت الإمارات، في بيان أمام مجلس الأمن أدلت به  السفيرة لانا نسيبة المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة، إنه «في ظل سياق الهجوم الإرهابي الذي وقع في مقديشو بتاريخ 29 أكتوبر، وراح ضحيته عشرات الأبرياء، فأود أن أعرب عن خالص تعازينا ومواساتنا للصومال، حكومةً وشعباً، ولعائلات الضحايا، مع تمنياتنا بالشفاء العاجل لكافة المصابين».

وأضاف البيان الإماراتي: «أؤكد في هذا الإطار على رفض دولة الإمارات للإرهاب، بجميع أشكاله وأينما وُجِد».

وأشارت السفيرة لانا نسيبة المندوب الدائم للإمارات لدى الأمم المتحدة، إلى أن مثل هذه الأعمال تبرز مجددًا الدور المهم لبعثة «أونسوم» في الصومال، لا سيما من حيث دعم الجهود لبناء الدولة وتعزيز أمنِها ومؤسساتها الحكومية، بهدف تمكينِها من التصدي للتحديات المعقدة التي تُواجهُهَا، وفي مقدمتِها مُحارَبة جماعة الشباب الإرهابية.

وتابعت "نسيبة": «وجه مجلس الأمن عبر قرار التمديد رسالة مهمة مفادها أننا مازلنا نساند الشعب الصومالي، وأننا نُعَوّل على استمرار بعثة الأمم المتحدة في تقديم دعمهِا الحيوي للصومال ومساعيها في تحقيق السلام والاستقرار المنشودين».

ونوهت إلى اقتراح الإمارات أثناء عملية المشاورات حول ولاية «أونسوم» حذف مصطلح ما تسمى «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ومختصرة «ISIL» ليُحِلَ مكانهما مصطلح «داعش»، وذلك لضمان عدم إعطاء مجلس الأمن مصداقية لما يفعله تنظيم «داعش» وغيره من الجماعات الإرهابية الأخرى من استغلال للإسلام لتبرير عنفهم وكراهيتهم، من خلال إطلاق تلك الجماعات تسميات إسلامية على نفسها.

وشددت مرة أخرى على أنه لا يوجد أي صلة لـ«داعش» بالإسلام، مذكّرة بأن هذا المجلس قد أكد في العديد من قراراته أنه لا ينبغي ربط الإرهاب بأي دين، كما يتماشى اقتراح الإمارات هذا مع موقف الجمعية العامة، التي ابتعدت عن استخدام مُصطلحيّ «ISIL» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» في استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، ولذا علينا في مجلس الأمن القيام بما هو صحيح في هذا الجانب.
وأعربت عن خالص التقدير لجيمس سوان الممثل الخاص للأمين العام في الصومال على جهوده الدؤوبة التي بذلها، مشيدة كذلك بجهود بعثة «أونسوم»، وجددت التزام دولة الإمارات بدعم السلام والاستقرار في الصومال.

وفي ختام البيان الاماراتي، هنأت السفيرة لانا نسيبة، حكومة الجابون على رئاستها المميزة لمجلس الأمن، قائلة: نتمنى خالص التوفيق للرئيس المقبل.

واعتمد مجلس الأمن، قرار تمديد ولاية ومهام بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال لمدة عام حتى 31 أكتوبر 2023، واعتمد القرار 2657 بأغلبية 14 صوتًا مقابل لا شيء ضده، فيما امتنعت الصين عن التصويت، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا».

وفي ملاحظاته التفسيرية بعد التصويت، قال داي بينج، القائم بالأعمال في البعثة الدائمة للصين لدى الأمم المتحدة: إن الصين تدعم تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال، لكنه أشار إلى أنه في مشروع القرار، لا تزال هناك حاجة إلى تحسين قضايا مثل حماية المدنيين، ووصول المساعدات الإنسانية وحماية الأطفال.

ويواجه الصومال واحدة من أسوأ موجات الجفاف التي شهدها منذ عقود، بحسب الأمم المتحدة، وفي هذا الصدد، كان تجنب المجاعة التي تلوح في الأفق أولوية رئيسية للحكومة الاتحادية الصومالية وشركائها في المجال الإنساني.
"