انفجار تقسيم.. هل تورط «العمال الكردستاني» في الهجوم؟
ما زالت واقعة الانفجار التي شهدها ميدان تقسيم وسط مدينة إسطنبول التركية مساء الأحد 13 نوفمبر 2022، والذى نجم عنه وقوع ستة قتلى وإصابة 81 آخرين؛ محور اهتمام وسائل الإعلام على المستويين الإقليمي والدولي، خاصة أن هذا الهجوم يكشف عن وجود خلل أمني في الداخل التركي .
وعقب تلك الاعترافات، هرع حزب العمال الكردستاني
لينفي ضلوعه في تنفيذ الحادث، قائلًا في بيان له مساء الإثنين 14 نوفمبر الجاري:
"لسنا على صلة بهذا الحادث ولن نستهدف مدنيين بشكل مباشر ولا نقبل
أعمالًا تستهدف مدنيين بأي شكل من الأشكال".
جرائم متعددة
وتصنف تركيا "حزب العمال
الكردستاني" "منظمة إرهابية"، وتشن القوات التركية بين الحين والآخر
هجومًا على مواقع تابعة للحزب خاصة في شمال الأراضي السورية والعراقية، إذ يرفض
الأكراد في هذه البلدان التدخلات التركية بها معلنين عن حقهم في تأسيس دولتهم
المستقلة، وهو ما دفع الحزب للتمرد ضد تركيا من عام 1984 ومن وقتها وهو المتهم
الرئيس في العديد من الجرائم التي تشهدها تركيا، كان من أبرزها، الهجوم الذي وقع
في ديسمبر 2016 واستهدف استاد بشيكتاش في مدينة إسطنبول، وآنذاك نجم عن هذا الهجوم 47
قتيلًا و160 جريحًا، ووقتها أعلنت جماعة "صقور حرية كردستان" القريبة من
حزب العمال الكردستاني مسؤوليتها عن هذه العملية الإرهابية.
وتجدر
الإشارة الى أن هجوم تقسيم يأتي بعد أشهر قليلة من توصل عناصر المخابرات التركية إلى مكان عضو حزب العمال الكردستاني "نصرت تيبيش" والذي تم قتله في يوليو
2022، وهو المتهم الرئيسي في تنفيذ الهجوم الذي استهدف منطقة "غونغورن"
في إسطنبول عام 2008، ونجم عنه وقتها مقتل 18 شخصًا بينهم 5 أطفال، وإصابة 154 آخرين.
هذا
بجانب الضربات التي تشنها القوات التركية باستمرار على مواقع حزب العمال في
الأراضي العراقية، والتي كان آخرها في سبتمبر الماضي، إذ استهدفت طائرات تركية مقار
تابعة للحزب في منطقة باري في مدينة سنجار بمحافظة نينوي العراقية، وبجانب ذلك فإن وزارة
الدفاع التركية أعلنت أواخر فبراير الماضي أنها ستكثف خلال الفترة المقبلة من
عملياتها الجوية لاستهداف مواقع المسلحين الأكراد في العراق وسوريا.
دلالات الهجوم
وبحسب مراقبين فليس من المستبعد أن يكون "العمال الكردستاني" ضالعًا في الهجوم، في محاولة منه للتخفيف من حدة الهجمات التي
تشنها القوات التركية وطائراتها على مواقع الحزب في أي مكان بدول المنطقة والتي
ينجم عنها خسارة الحزب لعدد كبير من قواتها البشرية والمادية، ومحاولة الضغط على النظام التركي للتراجع
عن أهدافه للتوسع في شمال سوريا الساعية لإقامة منطقة آمنة هناك بعمق 32 كم،
لمحاربة الأكراد الذين حذروا من هذه المساعي وقالوا إنها ستؤدي إلى تطهير عرقي
وتغييرات ديموجرافية لمناطق على الحدود، ولذلك من المتوقع أن تطور العلاقة بين
تركيا والأكراد خلال الفترة المقبلة وستفتح الباب لمزيد من المعارك والصراعات
والهجمات الإرهابية.





