تويتر «خامنئي».. هل يستجيب «إيلون ماسك» لمطالب الإيرانيين؟
يومًا بعد آخر،
يُعلن الإيرانيون رفضهم الشديد لحكم الملالي «الوالي الفقيه» بقيادة «علي خامنئي»، فما زالت الاحتجاجات التي تضرب جميع أرجاء الجمهورية الإيرانية، ترفع شعارات تنادي
بـ"الموت للديكتاتور" ، و"رحيل خامنئي"، كمطالب رئيسية
للإيرانيين للتخلص من حكم المرشد، وإعادة دولتهم التي دمرها هذا النظام بفضل
سياسته القمعية التي أدت إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد، مقابل
الاستمرار في دعم الوكلاء الإرهابيين الموالين له في عدد من دول المنطقة، في إطار
تحقيق مخطط "تصدير الثورة".
غلق
حساب «خامنئي»
وفي ظل الضغوط
الإيرانية لتضييق الخناق على هذا النظام، فقد قام أكثر من 62 ألف شخص من
الإيرانيين بشن حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، لمناشدة مالك شركة
"تويتر" الجديد «إيلون ماسك»، بحذف حساب المرشد «خامنئي»، بسبب استمرار عمليات القمع والقتل والتعذيب التي تقوم بها الأجهزة
الأمنية والعسكرية الإيرانية برعاية المرشد.
ومن الجدير
بالذكر، أن دعوة الإيرانيين لـ"ماسك" تأتي استنادًا إلى قيام شركة تويتر في أوقات سابقة، بغلق مؤقت لحساب
"خامنئي" أو حذف تغريدة للحساب على موقع التواصل الاجتماعي، فعلي سبيل المثال، في يناير 2021، حذف الموقع
تغريدة للمرشد الأعلى قال فيها إن "استيراد اللقاحات المصنوعة في أمريكا والمملكة
المتحدة ممنوع، إنهم غير جديرين بالثقة إطلاقًا، وليس من المستبعد أن يريدوا الإضرار
بالشعوب الأخرى"، وهو ما اعتبره الموقع "معلومات مضللة" حول
اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، هذا في الوقت الذي كانت دول العالم تحس الجميع
على تلقى اللقاح للوقاية من الفيروس المستجد.
وفي ديسمبر 2021، حذف موقع "تويتر" حساب «خامنئي» لمدة يوم، بعد قيامه بنشر صورة لاعب جولف يشبه الرئيس الأمريكي السابق «دونالد ترامب» تستهدفه طائرة مسيرة؛ وكتب فوق الصورة "الثأر حتمي"، بمعني أن إيران لن تنسى الثأر من مقتل قائد فيلق القدس الإيراني «قاسم سليماني» الذي قُتل في غارة أمريكية بالعراق في يناير 2020.
وفي ضوء إعلان «إيلون ماسك» عن قيامهم بإعادة حساب الرئيس الأمريكي السابق «دونالد ترامب» الذي تم حظره بعد مغادرته للبيت الأبيض إلى منصة «تويتر»، يبقي التساؤل الرئيس، هل يستجيب مالك تويتر الجديد إلى دعوات الإيرانيين ويغلق حساب المرشد الإيراني الأعلى «علي خامنئي» في إطار استمرار عمليات القمع بحق المواطنين والعقوبات الأوروبية والأمريكية المفروضة على نظام الملالي؟.
توجه
محسوم
وللإجابة عن هذا التساؤل، أوضح الدكتور «محمد عبادي» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن حساب
«خامنئي» يضم أحيانًا تغريدات أو تصريحات تحريضية، تحريض على العنف أو القتل أو ارتكاب
انتهاكات، ووقتها يتم غلق حسابه، ومع ذلك فإن المرشد يمتلك أيضًا عددًا من الحسابات
بلغات مختلفة، ولهذا لو تم غلق حساب، يتم تشغيل حساب آخر خلال وقت وجيز.
ولفت «عبادي» في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن «ايلون ماسك» تصرفاته تشبه إلى حد كبير الرئيس السابق «ترامب»، فهو لن يتبع فكرة إغلاق الحسابات لصالح دعوات سياسية، وما يدل على ذلك إعلانه استعادة حساب «ترامب»، ولذلك فهو لن يغلق حساب «خامنئي»، إلا أن «ماسك» الذي يقف إلى جانب معسكر خصوم إيران، وإجرائه محاولة لتشغيل الإنترنت الفضائي في داخل إيران لدعم المتظاهرين، يدل أنه قد يستغل منصة تويتر في الجهود المبذولة ضد انتهاك النظام الإيراني لحقوق الإنسان وحرية التعبير في الداخل الإيراني.





