ad a b
ad ad ad

مخلفات الحرب.. تحديات امنية بين واشنطن وطالبان علي ارض افغانستان

الأربعاء 09/نوفمبر/2022 - 10:28 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

سادت خلال الآونة الأخيرة حالة من الجدال حول بقايا الصراع العسكري بين الولايات المتحدة وأفغانستان بما يعتريه من مصالح سياسية وإستراتيجية، إذ تصاعدت النقاشات حول الوجهة المستقبلية للمحاربين الأفغان الذين خدموا واشنطن خلال حربها في كابول.

وفي أحدث خطاب ألقاه الرئيس الأمريكي جو بايدن في 4 نوفمبر 2022 أثنى على المحاربين القدامى لدورهم في الحرب بأفغانستان، غير متطرقًا لمستقبل المحاربين الأفغان رغم الوعود المستمرة بنقل الجميع لواشنطن خوفًا من بطش الحركة، وذلك بالتزامن مع تقارير إعلامية حول احتمالية توظيفهم لصالح روسيا في حربها مع أوكرانيا.

فيما احتوى خطاب بايدن على عبارات أثارت استفزاز حركة طالبان، إذ وصف  الرئيس الأمريكي أفغانستان بـ«مكان نسيه الله» أو أرض غير مميزة «بحسب تفسيرات لغوية أخرى»، ومن ثم اعترضت  الحركة على وصف البلاد بهذا الأمر.

 الحرب بين واشنطن وطالبان

أشارت صحيفة فورين بوليسي في 25 أكتوبر 2022 إلى اتجاه روسيا لتجنيد العسكريين الأفغان في حربها ضد أوكرانيا، ونقلت تلقي أعضاء فيلق الكوماندوز بالجيش الوطني الأفغاني عروضًا للقتال لصالح موسكو.

وأضاف تقرير فورين بوليسي أن قوة المشاة التي دربتها الولايات المتحدة قد تحدث فارقًا عسكريًا كبيرًا لصالح روسيا إذا حاربت ضمن قواتها في أوكرانيا، وذلك وفقًا لأراء الخبراء العسكريين الذين علقوا على الأمر.

ويعاني المتطوعين العسكريين الأفغان منذ خروج الولايات المتحدة من البلاد دون خطة واضحة لإجلائهم، ما اضطرهم للهروب خارج البلاد إلى الدول الحدودية ما ضاعف السيناريوهات حول وجهتهم المستقبلية.

ومنذ تواتر الأنباء حول هذه الإشكالية لم تعلق روسيا أو الولايات المتحدة بشكل رسمي تجاه هذه الاحتمالات، ولكن تبقى الأزمة قائمة كأحد البقايا الناجمة عن الحرب التي انتهت دون تدابير تحمي الأفغان.

وعلى الرغم من الصراع الإعلامي الظاهر بين الولايات المتحدة الأمريكية وزعماء طالبان، فإن المصالح السياسية والاستراتيجية تشكل البوصلة الأساسية لعلاقتهم إذ حرص الطرفان على الاجتماع مجددًا من أجل مناقشة الملفات العالقة بينهما.

طالبان و الملف الأمني 

خلف الانسحاب الأمريكي غير المنظم انهيارًا للقوى العسكرية للبلاد اعتلت على أثره طالبان السلطة، ويبقى تحكمها في ملف الأمن مرتبطًا بقدرتها على إحكام السيطرة على الشارع وتدريب عناصرها الأمنية ليتعاملوا كرجال دولة وقانون وليس عناصر جماعة سرية تجيد حروب الشوارع.

كما أن الأزمة الاقتصادية  تلعب دورًا في إحكام قبضة طالبان على الشارع، فالجوع والعوز المادي يؤثران على تبعية الشعب الأفغاني للحاكم بغض النظر عن مستوى التدهور السياسي للبلاد، لما يسببه ذلك من إضعاف لقدرات الحكومة على تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين.

إذ تعاني حركة طالبان تضييقا على أرصدة البلاد في الخارج، بعد قرارات الولايات المتحدة بتجميد أرصدتها عقب استيلاء طالبان على الحكم في أغسطس 2021، ما أعقبه تصريحات للبنك الدولي وصندوق النقد بأن التعامل المالي مع أفغانستان صعبًا في ظل الظروف غير المستقرة التي تمر بها.

ومنيت البلاد بحوادث إرهابية متعددة منذ سيطرة طالبان على الحكم، ففي 26 أغسطس 2021 شن تنظيم داعش هجومًا ضد مطار كابول الدولي ما أسفر عن مقتل 170 مدنيًّا و13 جنديًّا أمريكيًّا، وفي  21 سبتمبر 2022  وقع تفجير إرهابي في العاصمة كابول أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، إلى جانب الهجمات ضد الشيعة.

"