ad a b
ad ad ad

درونز الموت.. مخاوف دولية من امتلاك الإرهابيين طائرات مسيرة

الخميس 29/ديسمبر/2022 - 09:19 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة

تتميز الطائرات من دون طيار برخص أسعارها النسبي مقارنة بالطائرات التقليدية، علاوة على سهولة الوصول إلى التكنولوجيا المستخدمة في صناعتها، ما يثير القلق الدولي بخصوص إمكانية وصول هذا السلاح الخطير إلى الجماعات المتطرفة.


تحذير دولي من الدرونز

ناقشت لجنة الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، التابعة لمجلس الأمن الدولي، خلال اجتماع لها في الهند، الجمعة 28 أكتوبر 2022، التهديد المتزايد الذي تشكله التكنولوجيا الجديدة الناشئة على العالم، ومن بينها استخدام الجماعات الإرهابية للطائرات من دون طيار «الدرونز».

ويأتي الاجتماع بموازاة تحذيرات دولية من انتشار الطائرات من دون طيار في أيدي التنظيمات الإرهابية بالقارة الأفريقية، والتي باتت مركز ثقل جديدًا لتلك الجماعات الإرهابية، حيث تزدهر الصراعات الأهلية والحكومات الهشة.

ووفق تصريحات المبعوثة الهندية لدى الأمم المتحدة، السفيرة روشيرا كامبوج، على موقع المنظمة الدولية، فإنه يتم حاليًا «الإبلاغ عن هجمات يتم فيها استخدام أنظمة الطائرات من دون طيار، في العديد من مناطق الصراع، مما يضفي تعقيدًا بشأن استخدامها المشروع».

مخاوف المجتمع الدولي

ومنتصف أكتوبر 2022، لفت تقرير نشره معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا بجنوب أفريقيا (ISS)، إلى تزايد الأدلة على استخدام الإرهابيين والجماعات الإجرامية للطائرات من دون طيار في أفريقيا.

وأشار التقرير، الذي جاء تحت عنوان «الطائرات من دون طيار المسلحة - أحدث تهديد تقني يصل إلى أفريقيا»، إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية الجارية أبرزت دور «الدرونز» في ساحات القتال، وثمة سباق تسلح جارٍ الآن في مجال إنتاجها والحصول عليها، مضيفًا أنه يمكن أيضًا شراء الطائرات دون طيار وتكييفها واستخدامها لتعطيل البنى التحتية الحيوية مثل المطارات ومحطات الطاقة وشبكات الاتصالات.

ويحذر مجلس الأمن، بموجب القرار رقم (2617)، من إساءة استخدام الطائرات من دون طيار، كما يحث الأعضاء على «تحقيق التوازن بين تعزيز الابتكار من جهة، ومنع إساءة استخدام أنظمة الطائرات دون طيار من جهة أخرى».

ويلفت تقرير (ISS) إلى ما حدث خلال التصعيد الأخير في الأعمال العدائية في مقاطعة كابو ديلجادو في شمال موزمبيق، حيث أفادت السلطات الحكومية بأن «الجماعات المتشددة نشرت طائرات من دون طيار في المقاطعة، وساعدها ذلك بقوة في تقويض الاستقرار النسبي الذي تحقق هناك مؤخرًا».

وجاء في تقرير نشره مركز «أفريقيا للدراسات الاستراتيجية»، العام الماضي، أنه من المرجح أن تغير تكنولوجيا الدرونز وجه الحرب في أفريقيا بسبب طبيعتها المستقلة، علاوة على التكاليف المنخفضة، مشيرًا إلى أنه يمكن شراء بعض النماذج وتسليحها مقابل أقل من 650 دولارًا.

الإرهاب في إفريقيا

 ونقل التقرير عن صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن «جماعة بوكو حرام النيجيرية حصلت على طائرات دون طيار واستخدمتها لأغراض استخباراتية»، وقال إن «طائرات بوكو حرام كانت أكثر تطورًا من تلك التي تستخدمها الحكومة».

وتزدهر الأنشطة الإرهابية في أفريقيا، وبشكل خاص في البلدان التي تعاني من الاضطرابات الأمنية والاحتراب الأهلي والنزاعات المسلحة، حيث تستفيد الجماعات المسلحة من ضعف الحكومات وحالة الهشاشة السياسية والأمنية.

وبحسب المؤشر العالمي للإرهاب، تم تسجيل 7234 هجومًا إرهابيًّا في قارة أفريقيا، حيث أودى الإرهاب بحياة 28 ألفًا و960 ضحية عام 2021، كما أنه يوجد قرابة 30 كيانًا إرهابيًّا متمركزًا في أفريقيا مسجلًا في قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي.

 يقول الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة أحمد بان: «استطاع داعش في فترة ازدهار التنظيم تطوير نماذج بدائية من الطائرات دون طيار واستخدامها في بعض الهجمات في سوريا والعراق».

 ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «يعد هذا السلاح الخطير ذا أهمية كبرى للتنظيمات والجماعات المسلحة؛ بسبب رخص ثمنه وسهولة تطويره، لا سيما أن جماعات مثل داعش لديها كوادر بشرية علمية عالية المستوى، كما أن السلاح نفسه يسهل استخدامه في تكتيكات الاستنزاف والدعاية وبث الرعب والخوف».

وفي عام 2017، قال تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إنه عثر على وثائق تضمنت نماذج لطائرات من دون طيار استخدمها تنظيم داعش بهدف جمع المعلومات وقصف مواقع العمليات باستخدام أنواع مختلفة من المتفجرات. 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين أمريكيين في بغداد أن «داعش» استخدم أكثر من 80 طائرة من دون طيار يتم التحكم بها عن بعد ضد القوات العراقية وحلفائها.

ورغم فرض التحالف الدولي حظر طيران على الدرونز التجارية، فإن التنظيم تجاوز ذلك عن طريق إدخال تعديلاتٍ على التطبيقات الذكية، وتركيب وتوليف رقاقات إلكترونية على أنظمة تحديد المواقع في الدرونز.


"