ad a b
ad ad ad

بوركينا فاسو.. أرض الرجال الشرفاء والانقلابات أيضًا

السبت 08/أكتوبر/2022 - 07:48 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة


الوضع في «بوركينا فاسو» لا يزال غامضًا ومتوترًا؛ حيث شهدت بوركينا فاسو في نهاية سبتمبر 2022 انقلابًا عسكريًّا، وهو الثاني خلال 8 أشهر فقط في منطقة الساحل، وتعد «بوركينا فاسو» من أفقر دول العالم، وهي تواجه منذ 2015 هجمات إرهابية متواصلة.

تقع بوركينا فاسو التي لا منفذ لها على البحر، بمحاذاة ساحل العاج ومالي والنيجر وبنين وتوجو وغانا.

ويتألف سكانها البالغ عددهم 21,5 مليون نسمة (أرقام البنك الدولي في 2021) من 60 مجموعة عرقية يشكل الموسي الأغلبية بينها، و60% من السكان مسلمون ونحو ربعهم من المسيحيين.

استقلت فولتا العليا، المستعمرة الفرنسية السابقة، في الخامس من أغسطس 1960. في 1966 أطاحت انتفاضة شعبية بأول رئيس هو موريس ياميوغو، تلتها 7 انقلابات عسكرية.

في 1983، تولى ضباط ثوريون شباب السلطة بقيادة توماس سانكارا، الذي أعاد تسمية البلد بوركينا فاسو ("بلد الرجال الشرفاء") وحاول أن يقودها على طريق التنمية الاقتصادية، لكنه طبق سياسته بقبضة من حديد.

في 15 أكتوبر 1987، تولى بليز كومباوري السلطة بعد انقلاب اغتيل فيه «أبو الثورة»، ولا يزال «تشي سانكارا» موضع تقدير كبير في بوركينا فاسو وأفريقيا.

في 1991، أعاد بليز كومباوري تأسيس نظام التعددية الحزبية بعد حكم عسكري دام 11 عامًا، وانتُخب رئيسًا في 1991 وأعيد انتخابه في 1998 و2005 (في مواجهة المعارضة التي قدمت مرشحين للمرة الأولى) و2010.

في 31 أكتوبر 2014 أطيح بليز كومباوري من السلطة تحت ضغط الشارع بسبب سعيه لتعديل الدستور من أجل البقاء في الحكم، وطلب "المغفرة" في 2022 من "شعب بوركينا فاسو" بسبب "المعاناة" التي لحقت به خلال سنواته الـ27 في السلطة.

في 29 نوفمبر 2015، تم انتخاب روش مارك كريستيان كابوري أحد كبار مسؤولي نظام كومباوري، رئيسًا للبلاد، ثم أعيد انتخابه في 2020.

وأطيح بانقلاب في 24 يناير 2022 وباشر رجل البلد القوي اللفتنانت كولونيل بول هنري سانداوغو داميبا عملية انتقالية تستمر حتى صيف 2024.

وعقب اشتباكات داخل الجيش الجمعة 30 سبتمبر 2022 في مقر الرئاسة، أعلن عسكريون، عبر بيان تلفزيوني، إقالة داميبا، وإغلاق الحدود البرية والجوية اعتبارا من منتصف الليل، وفرض حظر التجول من 9 مساء وحتى 5 فجرًا، وتعليق العمل بالدستور وحل الحكومة، وتولي تراوري رئاسة المجلس العسكري.

وجاء في بيانهم: «لقد قررنا تحمل مسؤولياتنا، مدفوعين بهدف أسمى واحد، استعادة أمن أراضينا وسلامتها».

على قدر غموض تفاصيل دوافع الانقلاب، يأتي الغموض حول شخصية قائده النقيب إبراهيم تراوري، وما هو معروف أنه الرجل القوي في واغادوغو الآن، والذي سيحدد سياسة البلاد في المرحلة المقبلة، وفيما يخص مناصبه:

تولى رئاسة الحركة الوطنية للحماية والإصلاح "MPSR" وهي الهيئة الحاكمة للمجلس العسكري.

قبل الانقلاب، عينه داميبا، مارس الماضي، رئيسًا لفوج المدفعية في منطقة كايا، خلفًا له، وهي تابعة للمنطقة العسكرية الأولى، وخامس أكبر مدينة في بوركينا فاسو، على بعد 100 كم من واغادوغو.

تشهد بوركينا فاسو منذ 2015 عمليات خطف وهجمات تنفذها عشرات الجماعات المتطرفة المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش، وفي كل مرة يحدث فيها انقلاب بالبلاد، تشهد بوركينا حالة من عدم الاستقرار الأمني، وتعمل  الجماعات الإرهابية على استغلال  هذه الأوضاع لتوسيع نشاطها، الأمر الذي جعل الشعب قلقًا من تنامي قوة هذه الجماعات في ولاية الساحل شمالًا.

وأدت أعمال العنف التي اشتدت في 2019 وتداخلت مع نزاعات بين مجموعات سكانية، إلى سقوط آلاف القتلى ونزوح نحو مليوني شخص.




"