تحولات طارئة رغم الخلاف الجوهري.. تأثير الإرهاب على التعاون البرجماتي بين الهند وطالبان
فرض وصول حركة طالبان للحكم تغييرًا استراتيجيًّا بالمنطقة، كانت أبرز مظاهره هو التعاون الحديث بين الحركة والهند؛ والتي طالما اعتبرت طالبان جماعة إرهابية.
تحولات طارئة
وتأتي التحولات الطارئة على العلاقة بين طالبان والهند، في إطار براجماتي بالنسبة للطرفين، ترتكز متغيراته الأساسية بالنسبة لنيودلهي على تدعيم التحالف الأمني وتقويض فرص انتشار الإرهاب بالمنطقة، وبالنسبة لـ«طالبان» فإن الانضمام لهيئة الأمم المتحدة والاعتراف الرسمي بسلطتها يعد من أهم أهدافها الحالية.
إلى جانب رغبة الحركة في تفعيل شراكات إقليمية تخدم احتياجاتها الاقتصادية الحالية في ظل تراجع قدراتها المالية والمصرفية جراء القرار الأمريكي بتجميد أرصدة البلاد في بنوكها، ما أثر على التعاملات المالية لحكومة طالبان مع البنوك الدولية وأضعف قدراتها الاقتصادية.
متغيرات التعاون الأمني بين طالبان والهند
تبقى رغبة الهند في تعزيز الأمن هي المتغير الحاكم لعلاقاتها مع طالبان، ما يطرح التساؤلات حول التأثير المحتمل للعمليات الإرهابية المستمرة بالبلاد على الالتزامات الدولية للحركة تجاه ملف الأمن.
يعد تمدد تنظيم «داعش» بما يحمله من أيديولوجية متشددة تجاه المختلفين مع زعامته إلى جانب عقيدته نحو التوسع دوليًّا أكبر تهديد للدول الكبرى بآسيا وبالأخص روسيا والهند والصين وإيران، ما يجعلهم في حاجة للتعاون مع طالبان وتجاوز الخلافات المرجعية.
وحول حاجة دول آسيا الكبرى للتعاون مع طالبان لتقويض التهديد الداعشي على تلك الدول، تقول أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، نورهان الشيخ في تصريح لـ«المرجع» إن هذا المتغير هو الأهم بالنسبة لتلك الدول لأنها تعتبر «داعش» تهديدًا مباشرًا لأمنها وسلامها الاجتماعي.
وأشارت الباحثة إلى أن التوجهات المتشددة لدى «داعش» نحو عقائد الدول الكبرى بآسيا يمثل تهديدًا لهم، فعلى سبيل المثال تتخوف إيران من تنامي الاحتراب الطائفي بالقرب منها وكذلك الصين وروسيا.
ومن ثم فأن تراجع قدرة طالبان على تقويض الإرهاب في المنطقة يؤثر على فعاليتها إقليميًّا، إذ وقع تفجير إرهابي في العاصمة كابول في 21 سبتمبر 2022 راح ضحيته العشرات، وفي 26 أغسطس 2021 نفذ تنظيم داعش هجومًا ضد مطار كابول الدولي ما أدى إلى مقتل 170 مدنيًّا و13 جنديًّا أمريكيًّا.
وحول هجمات داعش ضد الشيعة فقد نفذ التنظيم في 19 أبريل 2022 هجومًا ضد مدرسة «عبدالرحيم شاهد» الثانوية للبنين في غرب العاصمة كابول بإحدى المناطق التي يقطنها الشيعة بأغلبية، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من الطلاب والمدنيين، وفي 8 أكتوبر 2021 أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم ضد مسجد للشيعة في قندوز بشمال البلاد، ما أدى إلى مقتل أكثر من 43 شخصًا وإصابة 140 آخرين.
علاقات دبلوماسية تتجاوز الاختلافات العقائدية
أعادت الهند فتح سفارتها في كابول في يونيو 2022، وفي تلك المناسبة أعرب المبعوث الأفغاني إلى الهند، فريد ماموندزاي عن سعادته حيال تلك الخطوة مشيرًا إلى ضرورة وقوف الحكومة الهندية بجوار الشعب الأفغاني ومساعدته لتخطي الأزمات الإنسانية الحالية، ودفع فريد ماموندزاي بأن الهند فتحت خط الاتصال مع طالبان من أجل الأهداف الأمنية والسياسية كمحطات أولية في العلاقة بين الطرفين.





