تعذيب وإهانة واختطاف وقتل.. مناهج حوثية للتعامل مع معلمي اليمن
السبت 17/سبتمبر/2022 - 06:58 م
آية عز
يوم تلو الآخر يتضح للمجتمع الدولي مدى فداحة الانتهاكات الحوثية لليمنيين، في شتى مناحي حياتهم بصفة عامة، وفي ملف التعليم بصورة خاصة، حيث تعمدت ميليشيا الحوثي تدمير التعليم ومؤسساته، وعمدت على إفراغ العملية التعليمية من محتواها، حتى يكون الطلاب فريسة سهلة لمعتقداتهم الطائفية.
صرخة الخميني
فقبل أيام فصلت ميليشيات الحوثي المنتشرة وبكثرة في مدارس صنعاء، طالبة بسبب عدم ترديد الصرخة الخمينية في طابور الصباح، بحسب ما أكده فهمي الزبيري، الناشط الحقوقي ومدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة صنعاء.
واقع مأسوي للمعلمين
وبالنسبة للمعلمين والتربويين في مناطق نفوذ الحوثي، فهناك المزيد من الانتهاكات التي تعرضوا لها، فهناك آلاف القصص والمآسي التي عاشها المعلمون في وطنهم.
إذ يتعرض المعلمون لمختلف صنوف الانتهاكات والتي وصلت إلى حد القتل خارج أو داخل مدارسهم، فضلًا عن الاختطاف أثناء ممارسة عملهم أو في طريقهم إليه، ناهيك عن عمليات التعذيب والمعاملة القاسية والمهينة في سجونهم السرية وجرائم الاختفاء القسري وتغييبهم عن أقاربهم والاعتداء الجسدي والتهديد والتهجير القسري ونهب مرتباتهم والتنكيل بهم، وإجبارهم على حضور دوراتهم الطائفية، بحسب مكتب أمانة العاصمة "صنعاء" لحقوق الإنسان.
وكانت آخر الوقائع التي حدثت لأحد المعلمين تعرُض معلم في مدرسة "الشعب" بمحافظة إب، للضرب والإهانة من قبل عصابة مسلحة تابعة لميليشيا الحوثي استقدمها أحد الطلاب.
إذ قام مسلحون مدججون بالأسلحة باقتحام المدرسة، وقاموا بضرب وإهانة المعلم ويُدعى "صلاح المجيدي"، في المدرسة بأعقاب بنادقهم، ولم يتوقفوا عند ذلك، وإمعانًا في إهانة المدرس وإهدار كرامته أمام الطلاب قاموا بالإمساك بالمدرس ليقوم الطالب بلطم أستاذه أمام مرأى ومسمع الجميع، وسط ذهول الطلاب والمعلمين في ساحة المدرسة.
وتلك ليست المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على المعلمين، بل وصل الأمر إلى قتل أحد المدرسين بعد الضرب المبرح والإهانة في إحدى المدارس الأهلية في العاصمة صنعاء أمام الطلاب والمدرسين، لينتهي به الأمر بالموت بعد وصوله إلى منزله وشعوره بالقهر والوجع والإهانة الذي لم يتحمله.
توقف مرتبات المعلمين
وفي إحصائية سابقة، نشرها «مركز الدراسات والإعلام التربوي» اليمني، أن هُناك 20% من المعلمين في اليمن تحولوا من مربي أجيال إلى مقاتلين مرتزقة لدى الحوثي، نتيجة توقف مرتبات أكثر من 170 ألف معلم يمني لما يزيد على العامين.
حيث فرضت ميليشيات الحوثي منذ انقلابهم، أوضاعًا اقتصادية سيئة وقمعية على المعلمين في مدارس المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
إغلاق المدارس
وفي السياق ذاته، أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» في تقرير سابق لها، بأن الحرب التي تشنها جماعة الحوثي، تسببت في إغلاق أكثر من 3 آلاف و584 مدرسة وتعرض 22 جامعة حكومية لأضرار فادحة، خلال أربع سنوات فقط.
وذكرت المنظمة في تقريرها، أن الحوثيين حولوا جميع المدارس المغلقة بفعل الحرب إلى ثكنات عسكرية تابعة لهم، ولمخازن سلاح، وحرموا نحو 2.5 مليون طفل من التعليم، وأن 80% من الطلاب في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين فروا إلى محافظات يمنية أخرى.





