ad a b
ad ad ad

فرنسا في أفريقيا.. حضور غائب ومستقبل على وشك الانهيار

الأربعاء 09/نوفمبر/2022 - 07:32 م
المرجع
آية عز
طباعة

فقدت فرنسا -في الفترة الأخيرة- الكثير من وزنها وثقلها السياسي في دول غرب إفريقيا، بسبب التغيرات السياسية ولعوامل مختلفة، رغم أنه في فترة الستينيات ارتبطت فرنسا بالدول الأفريقية المستقلة بعدة روابط منها روابط اقتصادية وعسكرية وثقافية.

جولات ماكرون فى إفريقيا

بسبب هذه التغيرات نظم زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارات لبعض دول غرب أفريقيا تحت عنوان: الأزمة الفرنسية الراهنة في أفريقيا.

فالرئيس الفرنسي زار دولاً هي من حيث الوزن الأقل وزنًا مقارنة بتلك التي فقدت فيها فرنسا نفوذها التقليدي، مثل مالي والجزائر أو تكاد تكون مثل التشاد.

اتفاقيات عسكرية

وكمحاولة من فرنسا لإعادة وضعها من جديد في دول غرب إفريقيا،  أبرمت خلال الفترة الماضية اتفاقيات دفاع عسكري مشترك مع دول أفريقية عدة مثل الكاميرون، وأفريقيا الوسطى، وجيبوتي، وساحل العاج.

كما أبرمت اتفاقيات خاصة بالمعونات العسكرية والفنية، مع بنين، وبوركينا فاسو، وبروندي، والكونغو، وغينيا، والسنغال.

وحافظت الاتفاقيات التي وقعت بين فرنسا وعدد من الدول الأفريقية على قدر كبير من التأثير الفرنسي الاقتصادي والسياسي والعسكري في تلك الدول.

وجددت فرنسا ما يُعرف ببرنامج حفظ السلم RECAMP، التي بدأته في عام 2008، وأبرمت عددًا من الاتفاقيات الجديدة ضمنت وجودًا دائمًا للقوات الفرنسية في أفريقيا، وسهلت عليها التدخل العسكري المباشر.

منافسة شرسة

فعلى الرغم من هذا الإنفاق الهائل، فإن فرنسا حاليًّا تتعرض لمنافسة شرسة تهدّد وجودها ونفوذها فعليًّا في أفريقيا، بسبب عدد من العوامل ومنها طبيعة المقاربات التي اعتمدتها في العقد الأخير وعمليات التدخل العسكري المباشر، فعلى الرغم من حصول باريس على تفويض من مجلس الأمن الدولي، فإن هذا التدخل قد نتج عنه استدعاء للحمية الوطنية العامة، وهو ما استفادت منه جماعات السلفية الجهادية في دول غربي إفريقيا.

وبدلًا من تطويق التنظيمات الإرهابية، فإنها قد حصلت على دعم مباشر محلي، وتحالفات مع تنظيمات سياسية أخرى.

زيادة النفوس الروسي والتركي

تزايد في السنوات الأخيرة نفوذ روسيا وتركيا في منطقة غربي أفريقيا، حيث تعتمد روسيا على عدد من الآليات لدعم نفوذها الأفريقي، كآلية القمة المشتركة الروسية الأفريقية، وكانت النسخة الأولى قد انعقدت في سوتشي عام 2019، وقد بحث سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي مسألة عقد دورة القمة الثانية في أثناء زيارته دول شرقي أفريقيا والاتحاد الأفريقي أخيرًا.

أما الآلية الثانية التي تعتمد عليها موسكو فهي شركة فاغنر الأمنية، التي تعد من أهم الآليات الروسية الراهنة في التفاعل مع أفريقيا، وقد بدأت مسيرتها عام 2013 مع احتدام الأزمة السورية، وتنتشر حاليًّا في 23 دولة أفريقية، وتعد آلية منخفضة التكاليف السياسية والاقتصادية بالنسبة إلى روسيا، وذلك عبر علاقة غير مباشرة بالحكومة الروسية، فضلاً عن انخفاض تكاليف عملها الاقتصادية مقارنة بالشركات الغربية المثيلة مثل black water  الأمريكية، حيث يتقاضى المرتزق الأمريكي 4 أضعاف أجر العضو في فاغنر الروسية.

وتتعدد المهام التي تضطلع بها فاغنر في أفريقيا ما بين سياسية وعسكرية وأمنية وإعلامية، فإلى جانب المشاركة في عمليات القتال في الخطوط الأمامية، توفر الشركة الروسية التدريب على الأسلحة ودعم الشرطة وأجهزة الاستخبارات المدنية وعمليات التأمين الشخصي للشخصيات الأفريقية السياسية الكبيرة.

وفي هذا السياق تنشط فاغنر في مجالي جمع المعلومات وتوجيه الرأي العام في الدول الأفريقية، ومن ذلك 73 حسابًا على كل من فيس بوك وإنستجرام، زاد عدد متابعيهم على 1.7 مليون متابع، حيث يركّز محتواها على المصالح الروسية، ودعم النظم السياسية الأفريقية الموالية لموسكو.

وفيما يخص تركيا فقد توسع نفوذها العسكري في منطقة شرقي أفريقيا خصوصًا في الصومال التي تملك فيها قاعدة عسكرية وبرامج تدريبية للجيش الصومالي.

أما فيما يخص غربي أفريقيا فإن تركيا تعتمد على الآليات الاقتصادية والدينية عبر عامل الدين الإسلامي المشترك مع دول غربي القارة، إذ عملت تركيا لوضع استراتيجية لتطوير العلاقات الاقتصادية مع الدول الأفريقية، التي بدأت باختيار عام 2005 العام الأفريقي في أنقرة، وأصبحت أيضًا عضوًا مراقبًا في الاتحاد الأفريقي،  وفي عام 2008 اختيرت تركيا شريكًا استراتيجيًّا في الاتحاد الأفريقي، وحصلت على عضوية داخل بنك التنمية الأفريقي، وكان نتاج تلك التحركات التركية داخل أفريقيا، تكوين شراكات قوية مع عدد من المنظمات الأفريقية والجماعات الاقتصادية مثل (تجمع شرقي أفريقيا، وجماعة غربي أفريقيا الاقتصادية).

"