تخصيب اليورانيوم بأجهزة متطورة.. ورقة ضغط إيرانية لتحقيق مطالبها في الاتفاق النووي
الثلاثاء 06/سبتمبر/2022 - 10:08 م
محمد شعت
في الوقت الذي تتجه فيه أطراف الاتفاق النووي بين إيران وبين الغرب "خطة العمل المشتركة" إلى وضع اللمسات النهائية لإحياء اتفاق 2015 بعد مفاوضات استمرت قرابة عام ونصف العام، أصبح الحديث عن الاتفاق أقرب من ذي قبل، بعد المقترح الأوروبي الذي قدم صيغة لتقريب وجهات النظر بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وحديث واشنطن عن أن طهران قدمت تنازلات خلال المباحثات، إلا أن السلوك الإيراني فيما يتعلق ببرنامجها النووي لم يتغير.
تخصيب اليوانيوم
ورغم
الإعلان من الطرفين الأمريكي والإيراني عن إمكانية التوصل لاتفاق قريب،
وهو ما يستدعي التزام طهران بتقييد برنامجها النووي لإثبات حسن النوايا،
فإن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كشف أن إيران تمضي قدمًا في
تحديث برنامجها المتقدم لتخصيب اليورانيوم حتى في الوقت الذي ينتظر فيه
الغرب رد طهران على مساعي إنقاذ اتفاقها النووي المبرم عام 2015، وفق
"رويترز".
وأشار
التقرير إلى أن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم باستخدام واحدة من ثلاث
مجموعات من أجهزة الطرد المركزي المتطورة (آي.آر-6) التي ركبتها طهران في
الآونة الأخيرة في محطة التخصيب تحت الأرض في نطنز، هو أكثر طراز إيراني من
أجهزة الطرد المركزي تطورًا وأكفأ كثيرًا من الجيل الأول من (آي.آر-1)،
وهو الطراز الوحيد الذي يسمح الاتفاق لإيران باستخدامه في التخصيب.
ووسعت
إيران في الآونة الأخيرة مستوى تخصيبها لليورانيوم باستخدام أجهزة
(آي.آر-6) في مواقع أخرى، وفي الشهر الماضي بدأت سلسلة ثانية من (آي.آر-6)،
في موقع فوردو الموجود داخل أحد الجبال، تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى
20 في المئة، وتستخدم إيران منذ أكثر من عام أجهزة الطرد المركزي من طراز
(آي.آر-6) لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة، القريبة من درجة
النقاء اللازمة لصنع أسلحة، في محطة فوق سطح الأرض في نطنز.
ورقة ضغط
ويبدو
أن إيران تستخدم تسريع وتيرة تخصيب اليورانيوم والمُضي قدمًا في برنامجها
النووي، كورقة ضغط لتحقيق مكاسب جديدة من الاتفاق، خاصة في ظل تمسكها
بضرورة إغلاق التحقيقات في قضية العثور على آثار يورانيوم في موقع نووية
غير معلنة، إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتمسك بإتمام التحقيقات.
ومؤخرًا
شدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على ارتباط إحياء الاتفاق بشأن برنامج
بلاده النووي، بإقفال الوكالة الدولية للطاقة الذرية ملف المواقع الإيرانية
المشتبه بأنها شهدت أنشطة غير مصرّح عنها، مع بلوغ التفاوض بين طهران
والقوى الكبرى مراحل حاسمة، كما شدد أيضًا على قضية تقديم الولايات المتحدة
ضمانات لعدم الانسحاب مجددا من الاتفاق النووي، مثلما فعلت إدارة الرئيس
الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث قال رئيسي: "من دون حل قضايا الضمانات،
الحديث عن الاتفاق هو بلا جدوى".
وتشير
المواقف الإيرانية إلى تمسكها بموقفها من قضية المواقع غير المعلنة، حيث
كررت على مدى الأشهر الماضية، طلبها إنهاء تلك القضية، خصوصا في أعقاب
إصدار مجلس محافظي الوكالة الدولية في يونيو، قرارًا يدين عدم تعاونها مع
المدير العام للوكالة سي في القضية، وهو الأمر الذي أغضب إيران التي انتقدت
القرار بشدة.
وكان
رافائيل جروسي، المدير العام للزكالة الدولية للطاقة الذرية، شدد في في
تصريحات الأسبوع الماضي لـ"سي إن إن" على أن الوكالة لن تغلق ملف المواقع
غير المعلنة في إيران بدافع سياسي، موضحًا: "فكرة
أن نعمد إلى التوقف عن القيام بعملنا بدافع سياسي غير مقبولة بالنسبة
إلينا"، معيدًا التأكيد أن إيران "لم تُقَدِّم لنا إلى الآن إيضاحات مقبولة
تقنيًّا نحتاج لها" لتفسير مسالة المواد النووية.





