مناورات إيران «المسيرة».. الرسائل والدلالات
الجمعة 26/أغسطس/2022 - 06:15 م
إسلام محمد
انطلقت صباح الأربعاء 24 أغسطس الجاري، على الأراضي الإيرانية، مناورات مشتركة للطائرات المسيرة، شملت 150 قطعة، وذلك على امتداد منطقة تشمل ساحل إيران على الخليج العربي ومعظم أراضيها.
كما شملت المناورات اختبار قدرات الدفاع الجوي وكذلك الحروب الإلكترونية، ضد الطائرات المسيرة، ما يفتح الباب واسعًا أمام احتمالات عديدة.
وتواجه طهران اتهامات بالمسؤولية عن الدماء الأوكرانية التي تسيل في حرب تدعمها القوات الإيرانية عبر إمداد الجيش الروسي بطائرات مسيرة متقدمة ساهمت في تقدمه شرق وجنوب أوكرانيا، على الرغم من النفي الإيراني الرسمي لهذا التورط.
كما أن الميليشيات التابعة لإيران في منطقة الشرق الأوسط تعتمد على هذه الطائرات المسيرة في شن الهجمات العسكرية، كما حدث على سبيل المثال في الهجوم على شركة إنتاج النفط السعودي أرامكو في عام 2019، وهو الهجوم الذى أعلنت ميليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن مسؤوليتها عن الهجوم، فالمناورات إذا تحمل رسائل تهديد للدول العربية.
إلا أن هناك رسالة ثالثة أيضًا خلف تلك المناورات العسكرية بالطائرات المسيرة ويمكن استنتاجها بالنظر إلى توقيت المناورات التي تأتي بينما تقترب المفاوضات النووية بين ايران والغرب من نهايتها وسط توقعات متفائلة، بخصوص قرب التوصل إلى اتفاق حول عودة طهران إلى الالتزام بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، خاصةً في ظل حرص إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على التعجيل بإنجاز سياسي مع اقتراب موسم انتخابات التجديد النصفي لمجلس النواب الأمريكي.
وذكرت وكالة «فارس» الإيرانية أن تلك المناورات تجرى بمشاركة طائرات من مختلف الأنواع، وتغطي كامل الأراضي الإيرانية من الخليج وبحر عمان وصولًا إلى شرق البلاد وغربها وشمالها ووسطها استمرت لمدة يومين.
وكان المساعد التنسيقي لقائد الجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري أعلن سابقًا أنه سيجري اختبار مسيرات حديثة تم إنتاجها في وزارة الدفاع بالتعاون مع شركات خلال تلك المناورات العسكرية.
وتجدر الإشارة إلى أن طهران اعتمدت بمرور الوقت على سلاح المسيرات العسكرية بدلًا من أسلحة أخرى أكثر تعقيدًا وتكلفة، نظرًا لسهولة الحصول عليها وإنتاجها، بينما تحتاج الطائرات الحربية التقليدية مثلًا إلى عمليات صيانة دائمة وتتطلب تكلفة باهظة، وتتطلب كذلك وجود علاقات قوية ممتدة مع القوى الصناعية الكبرى التي تصنع هذه الطائرات، وهو ما لا يتوفر لإيران بسبب العقوبات المفروضة عليها منذ عشرات السنين.





