«طالبان» في اختبار جديد حيال الانقسام الدولي حول حظر سفر زعمائها
السبت 27/أغسطس/2022 - 04:12 م
نهلة عبدالمنعم
انقسم أعضاء مجلس الأمن الدولي في 22 أغسطس 2022 حول قرارات تمديد إعفاء بعض قيادات حركة طالبان من حظر السفر الصادر ضدهم، ما يلقي بظلاله على تعطيل التحركات والمصالح الدولية للحركة.
وأصدر مجلس الأمن في 2011 عقوبات ضد حوالي 135 قياديًا بالحركة ومنعهم من السفر، ولكن المجلس منح 13 منهم إعفاء من حظر السفر، يُجدد تلقائيًّا كلما انتهت المدة، بيد أن هذه المرة انقسمت الدول حول الأمر.
واعترضت أيرلندا على تجديد إعفاء حظر السفر، فيما تريد دول غربية أخرى تقليص قائمة المعفيين من حظر السفر وسط اعتراضات على تعامل الحركة مع ملف حقوق الإنسان والحريات وكذلك التعاون مع الجماعات الإرهابية، ولكن الصين وروسيا يريدان تمديد الإعفاء دون شروط.
ويشكل حظر السفر تقييدًا لقيادات الحركة وتقييدًا للمصالح الدولية لطالبان، إذ يأتي وزير الخارجية أمير خان متقي على رأس القيادات محظورة السفر، وهنا يظهر أن تأخير التجديد لإعفائهم من السفر سيزيد من الأزمة.
ومع تأخر الحركة في الحصول على قرار مجلس الأمن بتجديد الإعفاء من حظر السفر ستختبر طالبان وضعًا جديدًا حيال وزير داخليتها وأبرز قياداتها سيضع التعهدات الدولية بين الأطراف المعنية في حيثية مختلفة.
رؤية أمريكية نحو الانقسامات الدولية حول طالبان
يمثل الانقسام الأخير نموذجًا للانقسام الدولي الأكبر حول دور طالبان في المنطقة وردود الأفعال الدولية حول توليها سلطة أفغانستان، إذ تتخوف بعض الأنظمة من عدم التزام الحركة بتعهداتها حول قطع العلاقات مع الجماعات الإرهابية، ما يجعلها حلقة وصل عالمية لإصباغ التطرف بالسياسة، فضلًا عن تراجع ملف حقوق الإنسان والحريات الدينية.
وحول هذه التخوفات قال مايكل جوكلمان الكاتب في مجلة السياسة الدولية، نائب رئيس البرنامج الآسيوي في مركز ويلسون الدولي للأبحاث في واشنطن: إن الدول الغربية ستهدف إلى رؤية مؤشرات على احترام حقوق الإنسان، وتعددية التيارات داخل الحكومة، ومن غير المرجح أن يظهر ذلك سريعًا، وبالتالي سترغب الدول في الانتظار لترى كيف ستسير الظروف الأمنية قبل اتخاذ قرارات بشأن الاعتراف بحكومة طالبان، ولكن إذا توصل اللاعبون الإقليميون إلى أن الظروف الأمنية في أفغانستان مستقرة، فيمكننا أن نرى بعض الدول تعترف بالحركة، كالصين وباكستان وروسيا، وهي الأقرب لمنح الاعتراف.
اضاف «جوكلمان» أن الدول وبالأخص الإقليمية لا يزال لديها تخوفات من تفشي تجارة المخدرات، فالحركة قد فرضت حظرًا على تجارة المخدرات، لكن من غير المرجح أن تستمر عليه بشكل جدي، لأن زراعة المخدرات مصدر دخل أساسي لطالبان، ومع تردي الوضع الاقتصادي في أفغانستان، فستمتلك حركة طالبان دوافع أكبر للحفاظ على مكاسب تجارة المخدرات.
وعن علاقة الحركة بالجماعات الإرهابية وتأثير ذلك على تقبلها دوليًّا أضاف الباحث أنه لا يرجح أن تقطع «طالبان» علاقتها بسهولة بتنظيم القاعدة على الرغم من تعهداتها لأن العلاقات بينهما عميقة، وسيؤثر ذلك على موقفها دوليًّا.
وحول ملف المرأة كجزء من حقوق الإنسان التي تعد متغيرًا مهمًا لعلاقة الغرب بالحركة، يقول «كوجلمان» إن طالبان ستقدم احترامًا صوريًا للنساء، لكن أيديولوجية طالبان الأساسية لم ولن تتغير، وهذا يعني أنها لن تحسن ظروف النساء.





