روسيا تحبط محاولات «داعش» استهداف الهند
أعلنت أجهزة الأمن الروسية في 22 أغسطس 2022، اعتقال داعشي لتخطيطه تنفيذ هجوم في الهند ضد عضو بحزب "بهارتيا جاناتا يبس" لتطاوله على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
وأفادت وكالة الأمن الفيدرالي الروسية بأن الداعشي المقبوض عليه من مواليد آسيا الوسطى وخطط مع آخرين للسفر إلى الهند وتلقي المساعدات اللازمة لتنفيذ الهجوم ضد بعض أعضاء الحزب أو واحد منهم على الأقل.
وتوقعت وسائل إعلام داخلية أن يكون الهدف المحتمل لتنظيم «داعش» هو التخلص من السياسية نوبور شارما، وهي عضوة بارزة بحزب بهارتيا وسبق وكانت المتحدثة الرسمية للحزب قبل أن يعلق عضويتها لاحتواء الأزمة الداخلية والخارجية التي أعقبت نشرها لتغريدة مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
اليقظة الأمنية لروسيا وخطط مكافحة الإرهاب
أظهرت المواقف الأخيرة يقظة الأمن الروسي في التصدي لمخططات الإرهاب سواء في الداخل أو الخارج، إذا ما كانت البلاد مجرد محطة ضمن خطوات العملية، ومن ثم استطاع الأمن إجهاض محاولات التنظيم لتنفيذ ضربات بالهند.
وسبق للأمن الروسي أن استطاع إحباط محاولات داعشية وكذلك تصفية خلايا، ففي أبريل 2018 تمكنت وكالة الأمن الروسية من القبض على أربعة عناصر ضمن خلية داعشية بالبلاد، إلى جانب القدرات التي أظهرتها الدولة خلال تأمين بطولة كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت على أرضها في عام 2018، على الرغم من الدعاية التي روجها تنظيم «داعش» آنذاك بشكل مستمر حول استهداف المباريات واللاعبين.
التمدد الداعشي في آسيا وتأثيره على أمن المنطقة
يضمر تنظيم «داعش» العداء لروسيا ويحاول تهديد أمنها كغيرها من الدول التي تحاربه في معقله الرئيس بالشرق الأوسط، كما أن الصراعات القائمة بين الحكومة الروسية والمجموعات المعادية لها في آسيا تضاعف من التحديات الأمنية لموسكو.
وفي ظل التحديات المتصاعدة بالمنطقة تبقى اليقظة الأمنية عاملًا مهمًا لمكافحة الإرهاب، وتأثرت المنطقة الآسيوية بالانسحاب الفوضوي للولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان ودخول حركة "طالبان" الحاكم الجديد لأفغانستان في صراع متنامٍ مع تنظيم "داعش" الساعي لبناء جغرافيا ممتدة له بالمنطقة تعويضًا عن خسائره بالشرق الأوسط.
كما أن التعاون بين حكومات المنطقة في ملف مكافحة الإرهاب سيلعب دورًا في مناهضة التطرف العنيف، وهنا تظهر الخلافات السياسية العميقة بين بعض دول آسيا كمتغير براجماتي يمكن تجاوزه لتأمين الحدود ضد أيديولوجية معادية قد تستفحل بالمنطقة.
عوامل تغذية التطرف وازدراء الأديان
وتعد التغريدات المعادية التي نشرتها السياسية الهندية ضد النبي محمد، من مغذيات التطرف، إذ تتطلب مكافحة الإرهاب نضجًا ثقافيًّا ووعيًا سياسيًّا لمنع الانزلاق لهذه أمور.
ولا ينبع التطرف من دين بعينه غير أنه لا يرتبط أساسًا بالدين ولكنه يستخدم كستار فقط لتمرير الأهداف السامة ومحاولات الاستقطاب العاطفي للشباب وصغار السن، ومن ثم فإن التيارات التكفيرية لا تعبر عن الدين الإسلامي، فما قدمته السياسية الهندية يدل على أن التطرف منهجية فكرية لا يحتكرها تيار بعينه، بل يجب محاربته بشكل عام، لأنه يولد عنف وعنف مضاد.





