بعد وصول مفاوضات النووي لطريق مسدود.. إيران تضغط بورقة التخصيب مجددًا
الجمعة 15/يوليو/2022 - 07:33 م
محمد شعت
خطوة تصعيدية جديدة اتخذتها إيران، بعدما وصلت مفاوضات إحياء اتفاق عام ٢٠١٥ النووي إلى طريق مسدود، عقب فشل ثماني جولات من مفاوضات فيينا في الوصول إلى توافق حول النقاط الخلافية، والمطالب التي طرحتها طهران بعيدًا عن الاتفاق، والتي كان أبرزها حذف الحرس الثوري من قوائم الإرهاب، وهو الأمر الذي رفضته واشنطن، إضافة إلى فشل مفاوضات الدوحة في حلحلة جمود أطراف التفاوض.
تحدٍّ إيراني
وأعلنت إيران أنها بدأت في تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20% باستخدام أجهزة طرد مركزي متطورة في منشأة فوردو النووية تحت الأرض، حسبما أعلن التلفزيون الرسمي للبلاد، وهو الأمر الذي اعتبره مراقبون تصعيدًا إيرانيًّا جديدًا وسط تأزم المفاوضات.
وقال بهروز كمالوندي، المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إن اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، تم جمعه لأول مرة من أجهزة طرد مركزي متطورة من طراز "آي آر-6" يوم السبت، لافتًا إلى أن إيران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بهذا التطور قبل أسبوعين.
وفي وقت سابق أعلنت طهران تخصيبها لليورانيوم بمستوى يصل إلى 60 بالمئة في مرافق أخرى، أي أعلى كثيرًا من مستوى 20 بالمئة الذي كانت تنتجه بموجب الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية عام 2015، والذي كان أعلى مستوى تخصيب بموجبه يصل إلى 3.67 بالمئة، لكن حتى الآن لم تصل إلى مستوى نحو 90 بالمئة اللازم لإنتاج أسلحة.
الوكالة تحذر
من جانبها حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة من التصعيد الإيراني الأخير، وكشفت في تقرير لها أن إيران زادت من مستوى تخصيب اليورانيوم باستخدام أجهزة متطورة، في منشأة فوردو الموجودة تحت الأرض، والتي يمكنها التبديل بسهولة أكبر بين مستويات التخصيب، ورغم أن إيران مطالبة بإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن هذا التحول، فإنها في حالة عدم الإبلاغ ربما تحصل على مزيد من الوقت الذي يؤهلها لمزيد من التخصيب قبل أن يتحقق مفتشو الوكالة مما تم إنتاجه.
ووفق "رويترز" فإن التقرير السري الموجه للدول الأعضاء"في السابع من يوليو 2022، قال إن إيران أبلغت الوكالة بأنها بدأت في نفس اليوم في تغذية السلسلة المذكورة أعلاه بسادس فلوريد اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى خمسة بالمئة"، وهو ما يشير إلى إمكانية تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء أعلى.
وفي تقرير سابق للوكالة في 20 يونيو الماضي، قالت إنه بعد شهور من إبلاغ إيران عزمها استخدام هذه المجموعة، بدأت في ضخ سادس فلوريد اليورانيوم بها لبدء عملية التخميل التي تسبق التخصيب.
وكشفت الوكالة أنها تحققت في السادس من يوليو من انتهاء التخميل، وأنها تحققت أن إيران بدأت في ضخ سادس فلوريد اليورانيوم المخصب، لإنتاج يورانيوم-235 بدرجة نقاء تصل إلى خمسة بالمئة، في سلسلة تتألف من 166 جهاز طرد مركزي من طراز آي.آر-6 برؤوس فرعية معدلة للغرض المعلن، وهو إنتاج سادس فلوريد اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 20 بالمئة".
ومنذ قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي في ٢٠١٨، اتخذت إيران خطوات تصعيدية برفع تخصيب اليورانيوم عن النسبة المسموح بها في اتفاق ٢٠١٥، وذلك للضغط على أطراف الاتفاق بالوصول إلى حلول يتم بموجبها رفع العقوبات المفروضة عقب الانسحاب من الاتفاق، والضغوط القصوى التي مورست على إيران، وهي الورقة ذاتها التي تلجأ إليها طهران في ظل تأزم الموقف ووصول مفاوضات فيينا إلى طريق مسدود.





