ad a b
ad ad ad

أسباب تصاعد الهجمات الإرهابية في «مالي»

الجمعة 15/يوليو/2022 - 10:34 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
تزايدت وتيرة العمليات الإرهابية في مالي خلال الفترة الأخيرة، إذ تعرضت البلاد خلال شهر يونيو الماضي فقط، لهجمات أسفر آخرها عن مقتل أكثر من 132 شخصًا، وذلك في ظل اشتعال حدة المنافسة بين كلٍ من روسيا والقوى الغربية، ما يشي بمزيد من التحديات الأمنية.

دلالات مهمة

تصاعد الهجمات الإرهابية في مالي الواقعة فى غرب افريقيا، يعكس العديد من الدلالات المهمة، أولها حالة الترهل والضعف الأمني التي تعاني منها منطقتا شمال ووسط البلاد منذ عام 2012، عندما انتفض المتمردون ضد الحكومة، الأمر الذي استغلته الحركات المتطرفة لشن هجمات موسعة، بلغت حد تهديد العاصمة المالية باماكو، قبل أن تتدخل القوات الغربية في عام 2013 لصد تلك الهجمات.

وأشار تقرير للأمم المتحدة مؤخرًا إلى أن الحكومة المالية لم تعد تسيطر سوى على نحو 10% فقط من شمال البلاد، ونحو 21% من منطقة الوسط، فيما استغلت الجماعات الإرهابية والميليشيات المحلية هذا الفراغ الأمني لتوسيع رقعة انتشارها.

زيادة وتيرة الهجمات الإرهابية 

أدى انسحاب القوات الغربية من شمال مالي إلى زيادة وتيرة الهجمات الإرهابية التي يشنها تنظيم «داعش» في الصحراء الكبرى، بينما تواجه باماكو تحديات أمنية متزايدة في منطقة الوسط جراء الهجمات التي تشنها كتيبة ماسينا، الذراع المحلية لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، الموالية لتنظيم القاعدة.

وترتبط عملية الهجوم على ثلاث قرى هي: «دياللاساغو وديوالي وديساغو»، في بلدة بانكاس، بوسط مالي والتي راح ضحيتها 132 مدنيًّا، بكتيبة ماسينا بزعامة أمادو كوفا، التابعة لتنظيم القاعدة، والتى اتهمت بالتورط في الهجوم، وهو ما لم ينفه الأخير.

كما أشارت تقارير محلية الى أن الفترة السابقة شهدت وقوع اشتباكات بين قوات الجيش المالي وعناصر المجموعات الإرهابية، ما دفع هذه المجموعات إلى حشد أعداد أكبر والعودة للانتقام من المدنيين الذين دعموا القوات الحكومية.

 كما ترتبط العمليات الإرهابية في وسط مالي بالصراعات العرقية، خاصة بين الفولاني والدوغون، إذ تتهم الفولاني بالتحالف مع داعش، في مقابل دعم الدولة المالية للدوغون.

وشهدت الأيام الماضية مقتل نحو 20 مدنيًّا، في منطقة انشاودج على تخوم مدينة غاو، بشمال مالي، فيما أشارت حركة تحرير أزواد إلى مقتل نحو 22 مدنياًّ في بلدة إيزينغاز بمنطقة ميناكا، على يد تنظيم داعش في الصحراء الكبرى، والذي ينشط في هذه المنطقة.

ووفقًا لبيان أصدرته حكومة مالي، قام الجيش بتحييد أكثر من 50 إرهابيًّا بعد شنه ضربات جوية استهدفت كتيبة ماسينا التابعة لتنظيم القاعدة في مالي، وذلك عقب مجزرة بانكاس.

استقطاب روسي غربي

زيادة العمليات الإرهابية التي تضرب مالي مؤخرًا تؤكد شدة الاستقطاب الروسي الغربي، حيث تبدي الولايات المتحدة قلقًا من تمدد عناصر مجموعة «فاجنر» الروسية في مالي، خاصةً بعدما عمدت هذه العناصر إلى الانتشار في قاعدة عسكرية ببلدة ميناكا، التي غادرتها القوات الغربية، وتسعى واشنطن لتأكيد أن انتشار عناصر فاجنر يفاقم الأوضاع الأمنية في مالي، ولن يساعد في مكافحة الإرهابيين هناك.

ويأتي التصعيد الإرهابي في مالي بالتوازي مع بعض التقدم في الحوار الراهن بين المجلس العسكري الحاكم في البلاد والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إيكواس»، حيث قام وسيط المجموعة، الرئيس النيجيري السابق، جودلاك جوناثان، بزيارة غير معلنة إلى العاصمة المالية باماكو خلال الأسبوع الماضي، قبيل قمة الإيكواس، التي عقدت في الثالث من يوليو 2022.

وفي المقابل، أصدرت الحكومة المالية، مرسومًا أقرت خلاله قانونًا انتخابيًّا جديدًا، وذلك بالتزامن مع الإعلان عن الجدول الزمني الجديد ومدته عامان لإجراء الانتخابات، يبدأ من مارس 2022، بعدما كانت هذه المدة المقترحة تبلغ نحو 5 سنوات.
"