بنجشير..عودة الصراع في الإقليم الأكثر صعوبة أمام حركة طالبان بأفغانستان

تصر حركة طالبان على إثبات أن الأمور تسير على ما يرام في إقليم بنجشير، منذ أكثر من 9 أشهر، بعد الاشتباكات العنيقة التي وقعت بين عناصر الحركة على خلفية استيلائها على السلطة في أغسطس الماضي وبين فصائل المعارضة التي لم تهدأ خلال تلك الفترة، سواء على المستوى المحلي أو الخارجي، وتحاول الحركة إظهار سيطرتها على الإقليم إلا أن الفترة الأخيرة أثبتت عكس ذلك.
إخفاء الحقيقة
مع تصاعد الأحداث
في إقليم بنجيشر من جانب فصائل المعارضة؛ خاصة جبهة المقاومة الوطنية التي يتزعمها
أحمد شاه مسعود، والتي وصلت إلى حد الاشتباكات المسلحة بين الطرفين ما اضطر حركة
طالبان إلى الاستعانة بآلاف المقاتلين- بحسب وسائل إعلام محلية- للسيطرة على
الأرض، تأتي التصريحات الرسمية من قبل الحركة بما يناقض الواقع، إذ صرح ذبيح الله، مجاهد المتحدث باسم طالبان، في الأسبوع الثالث من مايو الماضي بأن الأمور على ما
يرام في المنطقة، ونفى وقوع أي «حوادث عسكرية» في بنجشير أو في أي مكان آخر بالبلاد.
ونشر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قال فيها: «المزاعم التي
أطلقها بعض المسلحين في وسائل الإعلام كاذبة»، وأضاف: «إن هناك آلافًا من الجنود
المجهزين بشكل جيد لإمارة أفغانستان الإسلامية في بنجشير ومناطق أخرى».
ورغم نفي المتحدث باسم الحركة وقوع أي حوادث عسكرية بالولاية، لكن مسؤولين
آخرين بـ«طالبان» كانت لهم تصريحات أخرى، إذ أعلن ممثل الإدارة الإقليمية، أبوبكر
صديقي، في 10 مايو الماضي أن التشكيلات المسلحة لحركة طالبان شنت ضربات واسعة
النطاق على مواقع «جبهة المقاومة الوطنية» في مقاطعة بنجشير شمال أفغانستان.
وقال في تصريحات صحفية إنه تم تحييد ما لا يقل عن 10 مسلحين، فيما بلغت
الخسائر من جانب الحركة 5 قتلى وجرحى اثنين، ولا يزال الوضع في بنجشير تحت
السيطرة، حيث يتمركز 5 آلاف من مقاتلي طالبان هناك".
ومع تضارب هذه
التصريحات تظل البيانات الرسمية تحاول كتمان حقيقة ما يجري ي بنجشير، ويلح المتحدث
الرسمي باسم الحركة على اعتبار أن اي أنباء عن وجود خلل أمني في المنطقة عبارة عن
شائعات تروجها جهات خارجية وتختلق هذه الأكاذيب.
شهادات محلية
أما السكان
المحليون فيروون عكس مزاعم المتحدث باسم الحركة، إذ نشرت صحف محلية أن الحركة تكثف
من عناصرها المسلحة في الإقليم لمواجهة جبهة المقاومة الوطنية، وفي سبيل ذلك شنت
حملة اعتقالات واسعة بين المدنيين بزعم الاشتباه بانتمائهم للمعارضة واعتقلت
الحركة مئات المشتبه بهم.
وفي الوقت نفسه ذكرت
تقارير محلية أنه رغم إعلان الحركة سيطرتها على ولاية بنجشير في سبتمبر الماضي لكن جيوبًا عديدة من المقاومة لا تزال نشطة بشكل كبير، وأن المعارضة المسلحة لا تزال
تتمتع بقوتها وتستطيع الحصول على الأسلحة من الخارج في مواجهة طالبان، وذكر قيادي
في المعارضة- بحسب تقرير لواشنطن بوسط- أن هناك عدة دول تدعم المعارضة.
معارك متواصلة
ومنذ مطلع مايو
الماضي اتخذت المعارضة منحنى جديدًا في المقاومة المسلحة لحركة طالبان وبدأت هجمات بين قوات
المقاومة الوطنية بقيادة أحمد مسعود (نجل الزعيم التاريخي أحمد شاه مسعود) ومقاتلي
حركة طالبان وأعلنت المقاومة تحرير عدة مناطق في الولاية من يد حركة طالبان.
وتتواصل هذه الهجمات بشكل موسع حتى الآن، الأمر الذي وضع حركة طالبان في مأزق كبير.