مصدرها الإخوان.. شائعات في تونس عن بيع القضية الفلسطينية والتطبيع مع إسرائيل
ثمة ملفات محفوظة يعتبرها أطراف اللعبة السياسية أوراق تفاوض مضمونة القضية الفلسطينية لما لها من خصوصية في المجتمع التونسي تأتي على رأس هذه الملفات، إذ يستدعيها الساسة بتونس كلما استدعت الحاجة، وكما اعتاد الإسلاميون وعلى رأسهم حركة النهضة الإخوانية التلويح بورقة القضية الفلسطينية لإحراج الحكومات المختلفة معهم، تلوح بها الحكومات أنفسها أحيانًا لإحراج الإسلاميين الذين طالما قدموا القضية الفلسطينة كأحد أعمدة مشروعهم.
مناسبة هذا الكلام ما أثير أخيرًا في تونس عن مباحثات دبلوماسية زعمت صحيفة يسرائيل هيوم الإسرائيلية وجودها بين تونس وتل أبيب، للتنسيق لتقارب محتمل، من جانبها سارعت وزارة الخارجية التونسية بنفي الخبر، مؤكدة في بيان قاطع، اليوم الخميس، بعدم وجود أي شكل من أشكال التقارب المحتمل.
وتابعت أنها تنفي نفيًا قاطعًا ما تروج له
بعض المواقع التابعة لإسرائيل من ادعاءات باطلة عن وجود محادثات دبلوماسية مع تونس،
مضيفة: هذه المواقع
دأبت على نشر في هذه الشائعات محاولات متكررة للمس من صورة بلادنا وموقفها الثابت
الداعم للحق الفلسطيني غير القابل للتصرف والسقوط بالتقادم.
وأكدت الوزارة أن تونس ستظل سندا
للأشقاء الفلسطينيين في نضالهم إلى حين استرداد حقوقهم المشروعة، وفي مقدمتها إقامة
الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.
دلالة التوقيت
لا تنفصل هذه الأخبار التي وصفتها الخارجية التونسية
بـالشائعات عن الواقع الداخلي التونسي، إذ تشهد تونس خلافات متصاعدة
بين الرئيس قيس سعيد من ناحية والإحزاب السياسية وحركة النهضة التونسية من ناحية
أخرى، ويستخدم معارضو الرئيس هذه الشائعة لإقامة الحجة عليه، خاصة وأن القضية
الفلسطينية لها خصوصية لدى الشعب التونسي، وتعتبر أحد معايير الرضا والرفض على
الأنظمة الحاكمة.
ويختلف معارضو الرئيس معه بسبب ما يسموه بـالمسار الديمقراطي وإهدار الرئيس لمكتسباته، متهمينه بالديكتاتورية.
من جانبه يرى قيس
سعيد أن تونس تمر بمرحلة استثنائية تستدعي قرارات جرئية، ويؤكد الرئيس كلما ظهر في
كلمة تلفزيونية أو وسيلة إعلامية على حساسية الأهداف التي يقصدها، وهي انتشال تونس
من حقبة التخبط والفساد الذي شهدته في أعقاب الثورة.
ويؤكد نزار الجليدي الكاتب التونسي لـ«المرجع» أنه مهما اتخذت المعارضة من أساليب لمهاجمة الرئيس فقطار تونس لن يعود للخلف، وأضاف أن الرئيس مُصّر على أهدافه وجاد في تنفيذها، في مقابل معارضة تبدو في موقف أضعف.
من جانبها قالت نجلة القيادي اليساري المغتال محمد
البراهمي، إن حركة النهضة لن تتخلى عن المكتسبات التي حققتها خلال سنوات ما بعد
الثورة بسهولة، مؤكدة لـ«المرجع» إن النهضة مستعدة لفعل أي شيء وتستعين
بأي طرف حتى لو ستضر بمصالح الشعب لتحقيق أهدافها.
للمزيد.. المعارضة تشتد على قيس سعيد.. الرئيس في مواجهة المتضررين من مسار 25 يوليو





