غضب أمريكي بسبب رفض طهران وقف العمليات ضد الأمريكيين
الجمعة 10/يونيو/2022 - 04:34 م
إسلام محمد
دخلت العلاقات الأمريكية الإيرانية مرحلة جديدة منذ أسابيع، بعد تصاعد غضب مسئولي إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بسبب الاستفزازات الإيرانية خاصة في الشرق الأوسط، إذ لم تفلح محاولات الأمريكيين التوصل إلى اتفاق مع إيران في إقناعها بالتجاوب معهم، ووقف استهداف جنودهم.
فبعد أن حاول بايدن مرارًا إبداء الكثير من حسن النوايا، منتقدًا سياسة سلفه دونالد ترمب، خصوصًا الانسحاب من الاتفاق النووي، وقرر العودة المتبادلة إلى تطبيق الاتفاق أي أن ترفع واشنطن العقوبات المتعلّقة بالبرنامج النووي مقابل تخلي طهران عن تخصيب اليورانيوم بنسبة عالية، وتسليم ما لديها مما تم تحصيلها بالفعل، بدأ الشغب الإيراني.
يذكر أنه خلال قمة النقب الأخيرة التي شارك فيها وزراء خارجية البحرين والإمارات ومصر والمغرب وإسرائيل، عبّر المشاركون لبلينكن عن معارضتهم للموقف الأمريكي المتهاون مع طهران، وطالبوا إدارة بايدن بأخذ المشكلة الإيرانية بعين الاعتبار، وليس فقط برنامجها النووي.
لكن الإدارة الأمريكية لم تغير موقفها، وحاولت التوصل إلى صيغة تقوم على مبدأ تلبية الشروط الإيرانية، بما فيها رفع الحرس الثوري عن لائحة الإرهاب، مقابل أن تأمر طهران قادة الحرس والميليشيات التابعة له في العراق وسوريا ولبنان واليمن بوقف كل الأعمال العدائية ضد دول المنطقة وضد الولايات المتحدة ومصالحها وجنودها في منطقة الشرق الأوسط، لكن المفاجأة أن طهران رفضت الطلب الأمريكي، وأبلغت واشنطن من خلال مفاوضات فيينا وعبر أطراف دوليين، أنها لن تطلب من الميليشيات التابعة لها وقف عملياتهم ضد دول المنطقة.
وتسبب هذا الموقف المتصلب في فشل المفاوضات وإقناع الإدارة الأمريكية بصعوبة التفاهم مع طهران، لذلك شهد الموقف الأمريكي تحوّلًا كبيرًا من الأطراف في الشرق الأوسط، فبدأت وزارة الخارجية بتكرار التصريحات بأن الحرس الثوري تنظيم إرهابي.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الموقف له تبعات كبيرة، فعدم شطب الحرس الثورى من قائمة التنظيمات الإرهابية يقلص من العوائد المنتظرة حتى لو تم رفع العقوبات الأمريكية، باعتبار أن ذلك سيمنع الشركات الأجنبية من الاستثمار فى إيران، خشية التعرض لعقوبات أمريكية، نظرًا لتداخل أنشطة الحرس الثوري الاقتصادية مع مجالات وقطاعات كثيرة داخل إيران.
