ad a b
ad ad ad

توجو.. قبلة الإرهاب المقبلة في غرب أفريقيا

الخميس 02/يونيو/2022 - 11:55 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
في الحادي عشر من مايو 2022، أسفر هجوم إرهابي وقع في جمهورية توجو في غرب أفريقيا، بالقرب من الحدود مع بوركينا فاسو، عن مقتل ثمانية جنود وإصابة 13.

قبلة جديدة للمتطرفين

ورغم الهدوء والأمن النسبيين اللذين شهدتهما توجو التي تُعَدّ من أصغر البلدان الأفريقية من حيث المساحة (57 ألف كيلو متر مربع)، يثير هذا الهجوم مخاوف من أن تتحول إلى قبلة جديدة للمتطرفين، خاصة في ظل صعود تهديد التطرف العنيف في غرب إفريقيا.

وبحسب موقع «أفريكا نيوز»، أعلنت حكومة توجو أن 60 مسلحًا يستقلون دراجات نارية شنوا هجومًا إرهابيًّا عنيفًا على نقطة عسكرية في كبينكاندي، بالقرب من الحدود مع بوركينا فاسو.

وبيّن وزير الأمن في توجو، الجنرال دمهام يارك، في تصريحات أن 15 من المهاجمين على الأقل قُتلوا في الهجوم.

هذا الهجوم دفع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إلى التحذير من خطر انتشار التهديد الإرهابي في الدول الساحلية الواقعة على خليج غينيا، منوهًا أنه يجب مضاعفة الجهود لمنعه قبل فوات الأوان.

من جهته ذكر تقرير لموقع «ذا كونفرزيشن» الإخباري، في 21 مايو 2022، أن هذه المرة ليست الأولى التي تشهد فيها توجو هجمات من هذا النوع. ففي نوفمبر 2021، وقع هجوم على نقطة أمنية في قرية شمال البلاد.

وفي حين لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن هجوم توجو الأخير، وجّه اتحاد أبحاث وتحليل الإرهاب، وهو من أكبر قواعد البيانات، أصابع الاتهام إلى جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، المدعومة من تنظيم القاعدة وتعمل في منطقة الساحل.

وبحسب التقرير، فإن أحد الأسباب المحتملة لتزايد الهجمات الآن هو حاجة التنظيمات المتطرفة إلى ترسيخ تواجدها في توجو كجزء من حملة التجنيد الأوسع. 

سمات الدولة الهشة 

وعلاوة على هذا، فإن الظروف الاجتماعية والاقتصادية في توجو تجعلها هدفًا رئيسًا لأنشطة المتطرفين، كونها تحمل سمات الدولة الهشة التي يزدهر فيها التطرف العنيف.

ويبلغ عدد سكان توجو حوالي 8.5 مليون نسمة، ويبلغ ناتجها المحلي الإجمالي 7.5 مليار دولار في 2020، ويعيش أكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر، وهي واحدة من البلدان الأقل نموًّا في العالم، حسب مؤشر التنمية البشرية.

ولفت تقرير «أفريكا نيوز» إلى أن ترسيخ تواجد الجماعات المتطرفة في توجو يُمكّنها من تجنيد الأفراد، وأن وجودها في شمال توجو يجعلها قريبة من بوركينا فاسو، ما يتيح التعاون عبر الحدود وشن هجمات مشتركة مع المتطرفين الآخرين الذين يعملون في المنطقة.

وفي السنوات الثلاث الأخيرة، تعرضت المنطقة لأكثر من 5300 هجوم متعلق بالإرهاب، حصدت أرواح 16 ألف شخص، بحسب تصريحات لوزير الدفاع الغاني.

ولأن معظم دول المنطقة تعاني من الفقر، فهي تواجه تحديات في التمويل التشغيلي وتفتقر قواتها العسكرية إلى التجهيز الكافي، وتفتقر كذلك إلى التكنولوجيات اللازمة لمكافحة الإرهاب مثل الطائرات المسيرة، اللازمة لمهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع على الحدود.
"