الانضمام للناتو.. حلم فنلندا والسويد تعرقله طلبات تركيا
السبت 28/مايو/2022 - 08:28 م
محمود محمدي
في خطوة اتُخذت بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، وقرب الدولتين من روسيا، قدّمت السويد وفنلندا طلبات للانضمام إلى التحالف العسكري الغربي «الناتو» بشكل رسمي.
ويتطلب الانضمام إلى حلف الناتو، موافقة جميع أعضاء الحلف بالإجماع؛ وهو الأمر الذي استغلّته تركيا لتقف عقبة أمام الطلبين الفنلندي والسويدي، مُرجعة اعتراضها إلى موقف البلدين من قتال تركيا ضد الجماعات الكردية المسلحة، وعلى رأسها حزب العمال الكردستاني النشط في تركيا والمنطقة.
موقف متناقض
في الوقت الذي يتهم فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كلًا من فنلندا والسويد، بعدم دعم بلاده في حربه ضد حزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، يتضح أن هناك تناقضًا في الموقف التركي.
فبالنسبة لحزب العمال الكردستاني، فهو مصنف «منظمة إرهابية» من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، أما وحدات حماية الشعب الكردية، فهي الشريك الرئيسي للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في شمال سوريا، وهي غير مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل أي دولة في العالم، باستثناء تركيا.
ضغط تركي
في التفاصيل.. تطلب السلطات التركية من ستوكهولم تسليم عشرات الأشخاص لها بذريعة أنهم ينتمون لحزب «العمال الكردستاني»، وحركة «الخدمة» التي يقودها فتح الله غولن الذي يتّهمه طيب أردوغان بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة على حكمه منتصف يوليو 2016.
وضمّت القائمة التي قدّمتها «أنقرة» لـ«ستوكهولم» 33 اسمًا معظمهم من الأكراد وآخرين يشتبه بانتمائهم لحركة «الخدمة»، لكن أغلبهم يحملون الجنسية السويدية وإن كانوا من أصولٍ كردية أو تركية، كما ضمت القائمة اسم النائبة السويدية ـ الكردية التي تنحدر من إيران أمینه کاکاباوه والتي لا تربطها أي صلاتٍ بتركيا على الإطلاق.
ونقل موقع «أحوال تركية» الإخباري، عن الناشر التركي «راغب زاراكولو» المقيم في السويد: إن السويد تتمسّك بمبادئها ولن تسلّمه إلى تركيا، مضيفًا أنه اُتهِم بإضفاء الشرعية بشكلٍ غير مباشر على أنشطة حزب العمال الكردستاني بعدما ألقى محاضراتٍ سياسية وفكرية في جامعاتٍ ومراكز بحثية في السويد.
دوافع السويد وفنلندا
ومع ذلك، تحاول السويد وفنلندا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بعدما أثار الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير الماضي مخاوف الدولتين الأوروبيتين؛ خاصة فنلندا التي تربطها حدود تمتد لنحو 1300 كيلو متر مع روسيا.
وتقدّمت كلتا الدولتين بطلباتٍ رسمية للانضمام إلى الناتو يوم 18 مايو الجاري رغم الرفض التركي والتحذيرات الروسية لهما.





