السلطة الباكستانية الجديدة تحتوي ملف الصين وسط مخاوف من اضطرابات كشمير
تعرضت باكستان مؤخرًا لتغيير في السلطة الحاكمة،
إذ أزاح البرلمان، رئيس الوزراء السابق عمران خان عبر عملية تصويت على سحب الثقة، ليحل محله شهباز شريف زعيم الرابطة الإسلامية.
وتؤثر تلك التغيرات في استقرار السلطة السياسية فى باكستان وسط توترات تضاعفها الجماعات الإرهابية المتواجدة بالبلاد عبر هجمات تنفذها ضد المصالح الاقتصادية والاستراتيجية للحكومة والحكومات المجاورة، فلطالما استهدفت العمليات الإرهابية المشروعات المشتركة للحكومة مع الصين، ما يطرح تساؤلات حول تأثر المصالح «الصينية ــ الباكستانية» بالإرهاب والتبدلات السياسية في البلاد.
بين خان وشهباز
تمتلك كل من باكستان والصين علاقات استراتيجية مهمة كثر الحديث عنها في الآونة الأخيرة، إذ دفع رئيس الوزراء السابق عمران خان وأتباعه بأن علاقته بحكومات مناوئة لواشنطن كانت سببًا في الإطاحة به.
وتتمتع الحكومتان بعلاقات اقتصادية واستراتيجية عميقة فعلى سبيل المثال لديهما شراكة عسكرية وصفقات توريد أسلحة إلى جانب الممر الاقتصادي ومشروعات البنى التحتية، كما تشترك الدولتان في أبعاد علاقتهما الدولية إذ لديهما خلافات مع الهند على الحدود والملفات السياسية.
وعلى اختلاف الحكومات المتعاقبة على إسلام آباد، فإن المصالح الاقتصادية تحدد بوصلة التوجهات السياسية بغض النظر عن الأيديولوجيا الحاكمة، ومن ثم حرص رئيس الوزراء الباكستانى شهباز شريف منذ وصوله للحكم على التأكيد على حرصه على استمرار العلاقات ببكين وعدم تأثرها بأي عوامل، وذلك حفاظًا على المصالح بينهما.
تغييرات باكستان والمناوشات الداخلية والخارجية
حاول رئيس الوزراء الباكستانى شهباز شريف عبر خطابه عن العلاقات الصينية، إنهاء التساؤلات حول علاقة الحكومة الجديدة بالشركاء الدوليين، وذلك إسقاطًا على اتهامات سلفه عمران خان بوجود قوى خارجية تريد إبعاده عن الحكم لتفضيله العلاقة مع الشركاء الإقليمين على حساب الشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية وبالأخص في ملف القواعد العسكرية.
وتواجه باكستان تحديات كبيرة على المستوى الأمني وملف الجماعات الإرهابية، إذ تستغل الحركات المتطرفة الخلافات الحدودية بين الصين والهند على حيازة إقليم كشمير لتتمدد في المنطقة عبر عناصر نشطة وولايات أقيمت في الإقليم لصالح تنظيمات عابرة للقارات، وتتخذ من المنطقة منصة لتنفيذ العمليات الإرهابية.
تأثر الإرهاب بالصراعات السياسية
يقول معهد الاقتصاد والسلام بسيدني إن إقليم كشمير هو أحد الأدلة على أطروحة تأثر الإرهاب بالصراعات السياسية التي تمنحه بيئة خصبة للنمو، ومع تغير القوى الحاكمة في باكستان ينتظر المجتمع الدولي وبالأخص الهند، هل ستعمل الإدارة الجديدة على إيقاف خطر تمدد الجماعات الإرهابية في المنطقة أم ستوظفها كملف يمكن التربح سياسيًّا منه في ظل خلافات واسعة بين الدولتين؟
ويؤثر انتشار الإرهاب في كشمير في ظل تراجع أمني تعانيه أفغانستان على خلفية الاضطراب السياسي القائم بداخلها، على أمن المنطقة بشكل عام، ومن ثم فإن تقويض التطرف والعنف يعدان ضرورة لاستقرار الأوضاع داخليًّا وخارجيًّا.
ويعد تنظيم القاعدة الإرهابي من أكثر الجماعات الفاعلة بالمنطقة، ويحرص زعيم التنظيم أيمن الظواهري من آن لآخر على بث مقاطع مصورة يحث فيها الأتباع على القتال في المنطقة ضد الهند باعتبارها تستولي على أرض مسلمة، وفي ذلك توجه نحو تحويل الملف من قضية سياسية إلى قضية دينية ما يؤثر على التعاطي مع الملف داخليًّا وخارجيًّا.





