ad a b
ad ad ad

روسيا تمهد للاعتراف الدولي بطالبان وسط تحديات عقائدية للحركة

الأربعاء 13/أبريل/2022 - 02:27 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة
تسعى حركة طالبان للاستفادة من التنافس الدولي على المقدرات الإقليمية سواء سياسيًّا أو اقتصاديًّا، محاولة تحقيق مصالحها الخاصة في ظل ظروف معقدة للاعتراف بحكومتها، فروسيا تمثل امتدادًا استراتيجيًّا لحركة طالبان، إذ تعتمد عليها الأخيرة لإحداث توازن لمصالحها مستغلة العراك السياسي بين موسكو وواشنطن للتربح إقليميًّا، كما تحافظ الحكومة الروسية على علاقات ممتدة مع طالبان للحفاظ على مصالحها دون تسليم كامل لطموحات واشنطن في المنطقة.

وباعتبار الاعتراف الدولي بحكومة طالبان أهم طموح تسعى له الحركة في الوقت الحالي فإن اعتماد الحكومة الروسية واعترافها بالمبعوث الدبلوماسي الذي أرسلته طالبان كقائم بأعمال السفارة الأفغانية في روسيا، يعد تمهيدًا لاعتراف رسمي بالحكومة يجلب في تبعاته اعترافات أخرى لتكتل متوافق.

روسيا وطالبان.. طموحات إقليمية وتحديات عقائدية

تتسم العلاقة بين موسكو وطالبان بالنفعية إلى جانب وحدة العدو، وذلك على القدر الذي توليه طالبان لواشنطن كعدو، فالأخيرة أسهمت بشكل أو بآخر في تصعيد الحركة نحو حكم أفغانستان عبر اتفاق فبراير ٢٠٢٠، الذي حققت من خلاله الإدارة الأمريكية استراتيجيتها القومية في الانسحاب من الحروب الخارجية مقابل إعادة تموضع لأهدافها على الخريطة الدولية، مقدمة للحركة المتشددة حرية حكم البلاد، وكذلك أحادية التصرف.

ومن ثم فإن قدر الخلاف المعلن بين حركة طالبان والحكومة الأمريكية يقابله تعاون وتفاهمات استراتيجية بين قادة الطرفين لتحقيق مصالحهما، فيما تتقابل روسيا مع طالبان في القدر المتقاطع بين مصالحهما ومصالح واشنطن، وبالتالي فإن الحركة تعمل على توظيف الصراعات الدولية في خدمة أهدافها.

ففي الوقت الذي يرفض فيه الغرب الاعتراف بحكومة طالبان وسط حزمة من المطالب والضغوط لضمان ولاء الحكومة الجديدة لمصالحهم، تتدخل روسيا لتمهد الطريق للاعتراف بطالبان بغض النظر عن التفاهمات الغربية المطلوبة لهذا الصدد، وذلك لاستقطاب الحركة للتكتل الآسيوي المعادي لطموحات واشنطن وحلفائها محاولين تقديم ما تحتاجه الحركة خلال المرحلة الحالية.

وفي هذا الصدد صرح مدير البرنامج الآسيوي بمعهد ويلسون والمحلل في مجلة السياسة الدولية، ما يكل كوجلمان للمرجع باريس بأن روسيا والصين هما الأقرب للاعتراف دوليا بطالبان، بينما يحتاج الغرب لضمانات كافية قبل أن يقدم على هذه الخطوة، مشيرًا إلى ملف حقوق الإنسان كمتغير رئيس للمجتمع الغربي.

من جانب آخر، تمثل علاقة روسيا بطالبان تحديًا عقائديًّا لأيديولوجية الحركة، وما دأبت على نشره لعناصرها في المراتب الدنيا، إذ تتبنى الحكومة الروسية منهجًا مشددًا ضد جماعات الإسلام الحركي، ولكنها تحقيقًا لمصالحها تتعاطى مع طالبان، وهو المبدأ ذاته الذي تعتمده الحركة، ولكن الإشكالية هنا تتمثل في عناصر الطبقات الدنيا بالحركة التي اعتادت خطابا عقائديًّا محددًا لماهية الاستقطاب والولاء للقادة، وبالتالي يُعد هذا هو التحدي الأهم بالنسبة لتماسك صفوف الحركة، هذا المتغير الذي يستخدمه تنظيم القاعدة حاليًّا لضرب قواعد حركة طالبان عبر استخدام إشكاليات طموحاتها السياسية وثوابتها العقائدية لاستقطاب عناصرها الدنيا، وإحداث صراعات داخلية بالحركة.

طالبان والتحديات الاقتصادية

تجد حركة طالبان في روسيا والصين متنفسًا لما تواجهه من ضغوط اقتصادية تهدد إحكام قبضتها على البلاد، ومن ثم تتوارى الأيديولوجية العقائدية مقابل الاحتياجات اللوجستية والاقتصادية لتمكين الحركة من الحكم.

إذ أعلنت الولايات المتحدة عقب سيطرة طالبان على حكم البلاد تجميد الحسابات المصرفية لكابول في الخارج، ما يقوض الحرية الاقتصادية للحركة، ويضعف قدراتها على تلبية احتياجات المعيشة الداخلية للمواطنين، ما يؤثر على الاستقرار.

"