هل يصبح الشمال الأفريقي ساحة تجاذبات بين روسيا وأوروبا؟
الخميس 21/أبريل/2022 - 11:00 م
أحمد عادل
بعد مرور أسابيع على مناورات مغربية - فرنسية بالقرب من حدود الجزائر، أعلنت المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية أن مناورات مشتركة لمكافحة الإرهاب للقوات البرية الروسية والجزائرية ستجري في نوفمبر 2022 بالجزائر.
وقالت المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية، في بيان: إن المؤتمر التخطيطي الأول للإعداد لمناورات القوات البرية الروسية - الجزائرية المشتركة لمكافحة الإرهاب، انعقد بمدينة "فلاديقوقاز" الروسية، والتي من المقرر إجراؤها في نوفمبر من هذا العام، في قاعدة "حماقير"، مشيرًا إلى أنه خلال المؤتمر، تم تنسيق سيناريوهات التمرين وتنظيم اللوجستيات، بما في ذلك إجراءات الإقامة.
وأضاف البيان، أن المناورات ستكون عبارة عن تحركات تكتيكية للبحث عن الجماعات المسلحة غير الشرعية وكشفها وتدميرها، ومن المقرر أن يشارك في التدريبات من الجانب الروسي نحو 80 عسكريًّا، مشيرًا إلى أن خطة المناورات القتالية لقوات المنطقة العسكرية الجنوبية لعام 2022 تنص على مشاركة عسكريين من المنطقة في تدريبات دولية مع وحدات من القوات المسلحة للجزائر ومصر وكازاخستان وباكستان.
مخاوف متعددة
أثار الإعلان المخاوف بسبب الوضع الدولي الراهن الذى سببته الحرب الروسية - الأوكرانية، كما طرحت تساؤلات حول إمكانية تحويل منطقة شمال أفريقيا إلى ساحة معركة، في ظل التقارب المغربي - الأوروبي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، والتحالف الجزائري - الروسي من جهة أخرى.
وبقدر ما يحرص الغرب على تقوية علاقاته مع المملكة المغربية بخاصة خلال الفترة الأخيرة، تحرص روسيا على توثيق تعاونها العسكري مع الجزائر بشكل دوري سواء عبر المناورات المشتركة أو اللقاءات العسكرية الرفيعة، آخرها انعقاد أشغال الاجتماع العادي للجنة الحكومية المشتركة الجزائرية - الروسية المكلفة بالتعاون العسكري والتقني في 25 مارس 2022.
وزاد التفاهم «الجزائري - الروسي»، قرباً بعد عقدين تقريبًا من البرودة في العلاقات واقتصارها على صفقات التسليح بين البلدين، إلا أن ردود فعل الجزائر تجاه الدعوات الغربية لها بزيادة ضخ الغاز لأوروبا ورفضها ذلك باعتبار الخطوة طعنًا لروسيا وللعلاقات التاريخية بينهما، زادت في حرارة العلاقة بين البلدين، وكذلك الاتفاق على العديد من وجهات النظر المشتركة تجاه المنظومة الدولية الحالية.
وتعد المناورات المشتركة بين الجيشين الروسي والجزائري على الحدود مع المغرب، رسالة واضحة وردًا صريحًا على المناورات المشتركة الفرنسية - الأمريكية - المغربية على حدود الجزائر، ما يعني أن المنطقة دخلت فعلًا مرحلة متطورة من التجاذبات والصراعات بين الشرق والغرب، حيث تسعى كل من روسيا والولايات المتحدة إلى توسيع مناطق النفوذ والتعاون في الفترة الحالية، بخاصة بعد الأزمة الأوكرانية.





