ad a b
ad ad ad

تصاعد نشاط «طالبان باكستان» في ظل الظروف السياسية الحالية

الإثنين 25/أبريل/2022 - 07:06 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

استغل الجناح الباكستاني من حركة «طالبان» صعود مثيله الأفغاني واستيلائه على السلطة في أغسطس 2021، واستجمع نشاطه شبه المتوقف منذ عام 2014، بعد أن تلقى دفعة معنوية قوية من الأحداث في أفغانستان وحلم الحركة بتكرار ذلك في باكستان، رغم عرض حكومة إسلام أباد اتفاق سلام دائم.

تصاعد نشاط «طالبان

ورغم ذلك العرض، رفضت «طالبان باكستان» الهدنة وبدأت سلسلة من الهجمات الإرهابية ضد الحكومة الباكستانية في 12 ديسمبر 2021، وصلت إلى خمس هجمات خلال يومين فقط واستمرت في تصاعدها حتى الساعة، ورغم هذا التصعيد لم تحدث أية مواجهات بين الحركة وبين تنظيم «داعش خرسان» في تلك المنطقة في الوقت الذي تصاعدت فيه هجمات التنظيم الذي يركز على المناطق الباكستانية، تحديدًا التي تعيش فيها الأقلية الشيعية، لأنه ربما لا يريد مواجهة طالبان.


تكفير الحكومة الباكستانية

ورغم الفروق المعروفة بين حركة طالبان باكستان وبين داعش، فإن الطرفين يتفقان على تكفير الحكومة الباكستانية التي يعتبرها داعش مجموعة من المرتدين، يجب قتالهم كغيرهم من حكومات العالم الإسلامي الذين يتعامل معهم التنظيم الإرهابي من هذا المنطلق.


وظهر ذلك أيضًا من حركة طالبان الباكستانية، بعد فشل التوصل لاتفاق سلام دائم بينها وبين حكومة إسلام أباد، وبدأت أحلام الحركة في الخروج إلى العلن، وأكد قياداتها في عدد من منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وبياناتهم شبه الرسمية أن الحركة تحلم برفع علمها على العاصمة  إسلام أباد مثلما رفعت نظيرتها الأفغانية علمها على العاصمة كابول في أغسطس 2021.


وتزامن ذلك مع عدد من التصريحات المؤيدة من الجناح الأفغاني، ومنها نفي صفة الإسلام عن الحكومة الباكستانية، وأبرزها تصريحات للمتحدث باسم «طالبان أفغانستان»، ذبيح الله مجاهد، منتصف ديسمبر 2021، والذي تداول نشطاء مقطع فيديو له يؤكد فيه أن الإطار السياسي الباكستاني لا يمثل نظامًا إسلاميًّا، مؤكدًا أن نظامهم غير إسلامي، مشيرًا إلى أن الدين ليس مهمًّا للحكومة الباكستانية.


استغلال الاحتقان السياسي

على هذه الحال يبدو الوضع الأمني مضطربًا إلى حد ما في باكستان، وهو ما يشكل المناخ المناسب لنشاط الحركة في ظل حالة الاحتقان السياسي في البلاد، الذي تمثل بتقديم المعارضة قرار سحب الثقة من رئيس الوزراء عمران خان إلى البرلمان، فيما تتباطأ الحكومة في عقد جلسة البرلمان للتصويت على القرار، وفي ظل تصدعات داخل الحزب الحاكم (حركة الإنصاف) من جهة، وبينه وبين الأحزاب المتحالفة معه، من جهة ثانية.

تصاعد نشاط «طالبان

أبرز الهجمات

ونفذ تنظيم داعش الإرهابي عشرات الهجمات المسلحة التي استهدفت قوات الأمن الباكستانية ولم ينج منهم المدنيون أيضًا، ولكن بعيدًا عن مناطق تواجد حركة طالبان وهو ما يدعو للتساؤل عن مدى علاقة الطرفين ببعضهما في هذا التوقيت، إذ كان التنظيم أكثر نشاطًا في أفغانستان قبل سيطرة طالبان على سدة الحكم.


هجوم مسجد كوتشا ريسالدار

مطلع مارس 2021، تعرض مسجد كوتشا ريسالدار التابع للشيعة، في مدينة بيشاور الباكستانية (شمال غرب)، لهجوم انتحاري أثناء أداء صلاة الجمعة، أسفر عن مقتل 56 شخصًا على الأقل وإصابة 194 بجروح، ويعد الأكثر دموية في البلاد منذ العام 2018.


وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري، وقالت وسائل إعلام تابعة للتنظيم إن العملية نفذها أحد عناصر داعش ونشرت صورته.


وجاء في البيان: أن المسلح اقتحم معبدًا للشيعة في مدينة بيشاور شمال غربي باكستان، بعد إطلاقه النار على عنصرين من الشرطة الباكستانية كانا يحرسان المعبد، ما أدى لمقتل أحدهما وإصابة الآخر وفجر حزامًا ناسفًا شديد الانفجار.


جهود أمنية

تعمل القوات الباكستانية بقوة على تحجيم عمليات تنظيم داعش، الذي يحاول إظهار وجوده خاصة في إقليم بلوشستان، وهي إحدى المناطق الحساسة في الجنوب الغربي من باكستان، وتنفذ قوات الجيش والشرطة عمليات كبيرة ضد التنظيم في هذه المنطقة، التي طالما شهدت هجمات عنيفة نفذها الانفصاليون البلوش والجماعات المسلحة، بما في ذلك داعش الذي أعلن مسؤوليته في يناير 2021، عن اختطاف وإعدام 11 من عمال المناجم المنتمين لأقلية الهزارة، إضافة إلى تنفيذ عمليات مماثلة في الممر الاقتصادي بين باكستان والصين.

"