عقدة الاتفاق النووي.. طهران ترفض شرط واشنطن لرفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب
الإثنين 28/مارس/2022 - 04:13 م
محمد شعت
رغم حل الكثير من القضايا العالقة في المفاوضات التي انطلقت في أبريل الماضي في العاصمة النمساوية فيينا، بين إيران وبين الغرب، وخروج تصريحات متفائلة بقرب التوصل إلى اتفاق بعد ثماني جولات وأشهر طويلة من الجلسات الماراثونية التي شاركت فيها طهران من جهة مع كل الأطراف المتبقية في الاتفاق «ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، روسيا والصين» مع مشاركة غير مباشرة من قبل ممثلي الولايات المتحدة من جهة أخرى، إلا أن قضية رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة واشنطن للمنظمات الإرهابية الأجنبية يبدو أنها تمثل العقدة المستعصية على الحل.
ورغم أن الشرط الإيراني برفع الحرس الثوري من قائمة واشنطن للمنظمات الإرهابية يمثل ضغطًا على الإدارة الأمريكية، التي تحاول التمهيد للخطوة واعتبارها رمزية ولن تؤثر على قوة الحرس الثوري، ومحاولة إقناع الأطراف المعترضة على اتخاذ واشنطن لهذه الخطوة، بأن واشنطن قد تتخذ هذه الخطوة في مقابل التزام إيراني علني بخفض التصعيد في المنطقة، إلا أن الرد الإيراني جاء محرجًا للإدارة الأمريكية.
رفض إيراني ومأزق أمريكي
رغم التسهيلات التي قدمتها واشنطن أو التنازلات على حد وصف التيار الجمهوري في الولايات المتحدة، التي يقدمها الرئيس جو بايدن لإحياء الاتفاق النووي 2015 بعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منه 2018، فإن هذه التنازلات قوبلت بتعنت إيراني لتحقيق كل شروطها دون تقديم أي تنازلات، حتى مجرد الالتزام بتخفيض التصعيد بالمنطقة، ما يشير إلى أن إدارة بايدن أصبحت في مأزق بين رفض أطراف داخلية وحلفاء بالخارج لهذه الخطوة والتعنت الإيراني في تقديم خطوة ولو شكلية.
ونقل موقع أكسيوس، الأمريكي عن مصادر قولها: إن المسؤولين الإيرانيين رفضوا الالتزام علنًا بخفض التصعيد في المنطقة، وهو شرط أمريكي لإزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، مشيرة إلى أنها هذه النقطة تُعَدّ واحدًا من آخر النقاط العالقة المتبقية التي لا تزال تحول دون التوصل لاتفاق بشأن العودة للاتفاق النووي مع طهران، تتمثل في مطالب إيران بالتراجع عن قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية أجنبية.
ووفق الموقع الأمريكي، صرحت مصادر أمريكية وإسرائيلية بأن الإيرانيين لم يوافقوا على الطلب الأمريكي، واقترحوا بدلًا من ذلك توقيع اتفاق جانبي منفصل عن الاتفاق النووي في هذا الشأن، كما أن مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية لم يعلق على الموقف الإيراني، لكنه قال إن الولايات المتحدة أرسلت نفس المقترح للإيرانيين قبل يومين وتنتظر الرد.
ويأتي ذلك مع صدور تصريحات أمريكية بأن البيت الأبيض أصبح قلقًا بشكل متزايد بشأن التداعيات السياسية الداخلية للاتفاق مع إيران فيما يتعلق بالحرس الثوري الإيراني وبدأ في تهدئة الفكرة.
وكانت الفترة الأخيرة قد شهدت مفاوضات بين المبعوث الأمريكي لإيران، روب مالي، على النقطة المتعلقة بالحرس الثوري الإيراني بشكل غير مباشر مع الإيرانيين، من خلال المدير السياسي للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا.
وكان أحد المقترحات التي طرحتها الولايات المتحدة في المفاوضات هو أن تقوم إدارة بايدن بإزالة الحرس الثوري الإيراني من القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية الأجنبية مقابل التزام علني من إيران بخفض التصعيد في المنطقة، إلا أن الرد الإيراني جاء مؤخرا بالرفض.
مواقف متضاربة
رغم الرفض الإيراني لشرط واشنطن بالالتزام العلني بتخفيض التصعيد في المنطقة لرفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، فإن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، قال في تصريحات صحفية نقلتها وكالة رويترز أثناء زيارته إلى العاصمة السورية دمشق، إن بلاده باتت أقرب من أي وقت مضى للعودة إلى الاتفاق النووي، مضيفًا: نعتقد أننا نقترب من التوصل إلى اتفاق وصيغة نهائية للاتفاق، فإنه اعتبر الأمر معلقًا على الموقف الأمريكي، إذ قال: إذا تعاملت أمريكا بواقعية، فنحن على استعداد لكي نعلن عن الاتفاق بحضور الوزراء الأعضاء في الاتفاق النووي.
يأتي ذلك بالتزامن مع تصريحات أمريكية تكشف أن الاتفاق ليس وشيكًا، حيث أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرًا أن الاتفاق على العودة إلى الاتفاق الموقع عام 2015، ليس وشيكًا ولا مؤكدًا.
وقال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن بلاده تتأهب على حد سواء لسيناريوهات العودة المشتركة، وعدم العودة إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل المشتركة، أو ما يُعرف بالاتفاق النووي، لافتًا إلى أن واشنطن مستعدة لاتخاذ قرارات صعبة من أجل إعادة برنامج إيران النووي لقيوده.





