«ميثاق المعتقلين».. قواعد يطلقها صحفي أمريكي في سوريا ضد «تحرير الشام»
أطلق الصحفي الأمريكي «داريل فيلبس» المعروف في
سوريا باسم «بلال عبد الكريم»، وثيقة أسماها «ميثاق المعتقلين» تتضمن عدة قواعد
وأنظمة للتعامل مع المعتقلين في مناطق الشمال السوري، التي تسيطر عليها هيئة تحرير
الشام.
ووصف الصحفي الأمريكي الوثيقة، بأنها تجسد مبادئ الشعب السوري والمهاجرين الذين
جاءوا لمساعدتهم، وطالب هيئة تحرير الشام والفصائل بأتباعها.
وتضمنت الوثيقة حقوق أسرى الحرب، والمعتقلين والمشتبه
بهم، ومرتكبي الجرائم، وحملت عشرات البنود والسلوكيات الواجب اتباعها مع المعتقلين
والأسرى، منها معاملة المعتقل بلطف وعدالة ورحمة، والاعتقال القانوني، والعناية
الطبية بالمعتقل، وفصل أسرى الحرب عن المعتقلين، والاعتراف بوضع الأسير كمؤمن،
وإجراء محاكمات قضائية عادلة.
تأييد عالمي للميثاق ضد الهيئة
طالب عبد الكريم بمناصرة الميثاق وأطلق حملة ودعوات،
بإعادة نشر تغريدة عبر موقع التدوينات المصغرة «تويتر» التي تشرح مضمون الميثاق،
وأطلق هاشتاج # لا للتعذيب_ نعم_ للعدالة، #وقع_على_ميثاق_المعتقلين، و# تعذيب-هيئة-تحرير-الشام.
ولاقى
الميثاق ردود فعل عديدة، وترحيب كبير من قبل ناشطين وصحفيين وحقوقيين وأشخاص نشر عبد الكريم تسجيلاتهم على منصة On
the Ground News وهي شبكته التلفزيونية الخاصة.
ومن ضمن الموقعين على الميثاق، رئيس هيئة علماء حمص، وهو الشيخ علي بن نايف
الشحود، وقال في تسجيل مصور له، إنه اطلع على الميثاق وحقوق المتهمين، ووجد أنه
موافق لأصول الشريعة الإسلامية ولا يخرج عنها.
ولا يجوز تعذيب الأسرى أو المتهمين، ولا يجوز إلقاء
القبض عليهم إلا بمذكرة قضائية، ويجب التحقيق معهم دون تعذيب أو استلال اعترافات غير
شرعية، وأي شيء يحدث بخلاف هذا فهو منافٍ للشريعة الإسلامية، ويستحق صاحبه العقاب
كائنًا من كان.
وفي تسجيل مصور ظهر المحامي البريطاني الأمريكي المختص
بحقوق الإنسان، «كلايف ستافورد»، وأعرب عن دعمه للمبادرة والجهود لإصدار الميثاق.
كما ظهرت الصحفية والكاتبة البريطانية إيفون ريدلي، وقالت إنها قرأت ميثاق المعتقلين الذي أطلقه عبد الكريم ودعت لقراءته وفهمه بشكل جيد ونشره وإيصاله إلى قيادة تحرير الشام، ودعت إلى معاملة جميع المعتقلين بخلاف هويتهم باحترام، موضحة أن التعذيب لا يجدي نفعًا وهو محرم في الإسلام، ودعت لوقف التعذيب، وعدم محاولة تبريره من قبل الهيئة.
اعتقال سابق
في شهر أغسطس 2020، اعتقلت تحرير الشام بلال عبد
الكريم بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه، نتيجة وجود عدد من الادعاءات المحيطة به، بحسب
ما قاله حينها مسؤول التواصل الإعلامي في تحرير الشام، تقي الدين عمر.
وقبل اعتقاله بساعات وجه الصحفي الأمريكي، عبر قناته On the Ground News تساؤلات لتحرير الشام، جاء
فيها: «هل التعذيب مسموح في السجون الواقعة تحت سيطرتها؟».
وبعد اعتقاله ظهرت عدة دعوات للإفراج عنه، إذ دعا
الشرعي السابق في الهيئة عبد الرزاق المهدي، إلى النظر في قضية بلال عبد الكريم،
إضافة إلى النظر في قضايا البعض ممن طال توقيفهم، كما تحدث الشرعي السابق في تحرير
الشام، عبد الله المحيسني، عن دور بلال في التغطية الإعلامية بمناطق سيطرة
المعارضة.
في 17 من فبراير 2021، أطلقت الهيئة سراح الصحفي عبد
الكريم، بعد أكثر من ستة أشهر على اعتقاله في إدلب، وجاء إطلاق سراحه بعد أن أرسل وجهاء
منطقة أطمة وعدد من الشخصيات بطلب استرحام إلى المحكمة، وبعد نظر القضاء، تم قبول
الطلب على الالتزام بشروط الإفراج، المتعلقة بالشأن العام والنشاط العسكري للصحفي.
وكان الصحفي بلال عبد الكريم يعمل على تغطية الأخبار
في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا، ونشر أفلام وتقارير صحفية مصورة
باللغة الإنجليزية، وكان مراسلًا للعديد من الوسائل الإعلامية والشبكات العالمية
في الشرق الأوسط، وتنقل بين دولتي السودان ومصر خلال عمله الصحفي، بحسب صحيفة Dailymail البريطانية.
التعذيب في سجون الهيئة
أكد الصحفي الأمريكي أن التعذيب موجود في سجون هيئة
تحرير الشام، وأنها ترتكب العديد من الانتهاكات ضد المعتقلين، وقال إنه استمع خلال
فترة احتجازه إلى أصوات صراخ تعذيب المسجونين في الزنازين الأخرى، على الرغم من
أنه كان موضوع في الحبس الانفرادي.
خلال الستة أشهر، تم استجوب بلال بشكل يومي وهدده
المحقق بالضرب، بحسب ما أكده بلال الصحفي الأمريكي.
وتناول الصحفي في تسجيلاته المصورة طرق التعذيب التي تتبعها الهيئة، وكان طالب في عدة مرات بالإفراج عن مقاتلين أجانب اعتقلهم الفصيل دون تهم واضحة، وعدم السماح بزيارتهم أو توكيل محامٍ لهم.





