«الريفية».. ساحة جديدة لتهديدات «داعش»
بسبب الضربات الأمنية المتلاحقة التى تعرض لها تنظيم داعش الإرهابي، وأبرزها مقتل زعيمه «أبو إبراهيم القرشي»، في عملية إنزال أمريكية شمال غرب سوريا، خرجت تحذيرات من تحول منطقة النزاع الأساسية بالعراق وسوريا، والتي تُعرف بـ«الريفية» إلى ساحة تهديد جديد وقتال يهدد القوات الأمنية هناك.
وحذّر تقرير أممي من أن تنظيم «داعش» في العراق وسوريا تحوّل «تمرّدًا ريفيًّا في المقام الأول»، بسبب تعرّضه «لضغط مستمر» في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، في وقت طالب فيه قياديون أكراد واشنطن بزيادة دعمهم عسكريًّا لمواجهة التنظيم.
وكتبت رئيسة لجنة مجلس الأمن العاملة بموجب القرارات 1267 و1989 و2253 في شأن تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، وما يرتبط بهما من أفراد وجماعات ومؤسسات وكيانات، «ترين هايمرباك» في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة «فاسيلي نيبينزيا» حول عمل اللجنة خلال الأشهر الستة الأخيرة من عام 2021، تقريرًا حول «منطقة النزاع الأساسية» في العراق وسوريا، حيث ينشط «داعش» الذي «تحوّل تمرّدًا ريفيًّا في المقام الأول»، منبهًا إلى أن التنظيم يسعى إلى التعافي من استنزاف قيادته إما بسبب موت القادة أو القبض عليهم، علمًا بأن الجماعات الموالية لـتنظيم القاعدة لا تزال تسيطر على شمال غربي سوريا في منطقة إدلب، في إشارة إلى ما تعرف بـ«هيئة تحرير الشام».
تهديد لن ينتهي
في الجهة المقابلة، رأت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، أن إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، نجاح العملية العسكرية التي أسفرت عن مقتل الزعيم الثاني لتنظيم داعش، أظهر أن القوات الأمريكية يمكن أن تجتث التهديدات الإرهابية في أي مكان في العالم.
وقالت المجلة إن بايدن تجنب بشكل واضح القول إن موت زعيم داعش الثاني سيشكل ضربة استراتيجية للتنظيم، وهذا الإغفال جدير بالملاحظة ويمثل فهم إدارة بايدن الواضح للوضع غير المستقر للصراع ضد داعش؛ مؤكدةً أن موت الزعيم الثاني، يمثل نكسة كبيرة للتنظيم، ويجعله يواجه تحدي إيجاد بديل يحافظ على استمرارية فكر مؤسسي الحركة، خاصة أن معظم أفراد الجيل المؤسس قد قتلوا، ما يثير مشاكل خطيرة حول القيادة المستقبلية للحركة وتوجهاتها.
ووفق المجلة، فإن الطريقة الأكثر فاعلية لمنع عودة ظهور «داعش» تعتمد على قدرة المجتمعات العربية والإسلامية، جنبًا إلى جنب مع القوى الإقليمية والعظمى، على العمل نحو حل سياسي للعنف الطائفي والشروع في مشاريع بناء الدولة القائمة على الشفافية والشرعية، منوهةً إلى أن الصراع المدني والعنف في مناطق الصراع في سوريا والعراق واليمن وليبيا والصومال وأفغانستان وغرب أفريقيا وأماكن أخرى هي المكونات الرئيسية لبقاء وتوطيد التنظيم الإرهابي والجماعات المماثلة.





