ad a b
ad ad ad

روسيا تحبط التمدد الإيرانى في سوريا عبر ميناء اللاذقية

السبت 12/فبراير/2022 - 09:01 م
المرجع
اسلام محمد
طباعة
جاءت سيطرة موسكو على ميناء اللاذقية شمال غرب سوريا، لتمنح روسيا سيطرة على الساحل السوري بعد سيطرتها على ميناء طرطوس سابقًا.

وقد كان مفترضًا أن يكون الأمر طبيعيًّا في ضوء العلاقات الاستراتيجية بين موسكو ودمشق، والدور الكبير الذي لعبه الجيش الروسي في منع سقوط النظام السوري بعد تدخله المباشر في عام 2015، ولكن الأمر يحمل أبعادًا أخرى تتعلق بالتنافس بين موسكو وطهران. 

ورغم صدور قرار حكومي من دمشق بنقل إدارة ميناء اللاذقية إلى أخرى إيرانية، فإن موسكو منعت تنفيذ عدد كبير من الاتفاقات ومذكرات التفاهم الاقتصادية بين طهران ودمشق في 2017، وهي التي أعطت شركات إيرانية الكثير من الامتيازات في مجالات الفوسفات والمجال الزراعي والغاز والنفط في سوريا.

ويبدو أن موسكو وجدت في الغارات الإسرائيلية علي ميناء اللاذقية، فرصة مناسبة لتسحب البساط من تحت إيران، وتضع يدها عليه.

وكانت الولايات المتحدة قد قطعت الطريق البري بين كلٍ من طهران ودمشق وبيروت عبر السيطرة على قاعدة التنف على الحدود السورية - العراقية، فرد القائد السابق للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني (اغتيل في غارة أمريكية في يناير 2020) على ذلك، بتأسيس خط إمداد بديل عبر السيطرة على معبر البوكمال، فتعرض لكثير من الغارات أيضًا . 

كما تعرض خط الإمداد الجوي عبر مطار دمشق، للكثير من الهجمات وأمام هذه الوقائع على الطرق البرية عبر حدود العراق والجوية عبر مطار دمشق، اتجهت أنظار إيران إلى مرفأ اللاذقية، كي يكون خطًا بديلًا للإمداد إلى سوريا، لكن روسيا مدت يدها إلى اللاذقية لتعطل نمو النفوذ الإيراني على الأراضي السورية وتزاحمها فيها.

وجدير بالذكر أن مشروع إيران لبناء خط بري يمتد من طهران إلى سوريا، يمر عبر الأراضي العراقية، ولذلك تنشط إيران في تلك المنطقة لتأمين هذا الطريق وتهدف من خلاله إلى إيصال الدعم العسكري إلى حزب الله اللبناني، الذي يعد وكيل إيران العسكري في الدول العربية، ويتم تحديث منظوماته الصاروخية باستمرار، وكذلك أسطول الطائرات المسيرة والدعم العسكري الذي يصل إلى الميليشيات الأخرى في المنطقة كالحوثيين وغيرهم من الجماعات التي تتدرب في المعسكرات اللبنانية.
 
ومن جانبه أكد محمد علاءالدين، الباحث في الشؤون الإيرانية، أن مشروع الجسر البري الإيراني الممتد حتى البحر المتوسط لا يمكن لطهران أن تتخلى عنه بين عشية وضحاها، بل إن ما بذله نظام الملالي من أموال وجهود، سيجعله حريصًا على قطف ثمار جهوده وعدم التخلي عن هذا المشروع.

وتابع قائلًا: إن الظروف الحالية التي يمر بها المشروع الإيراني في سوريا يمكن وصفها بالانتكاسة المؤقتة، لأن موسكو لم تتخذ إجراءات كبيرة وصريحة ضد طهران، بل لا يزال الأمر في طور المساومات والمناكفات على المكاسب في سوريا. 

الكلمات المفتاحية

"