بعد مقتل «أبوإبراهيم الهاشمي القرشي».. مدى تأثر أفرع داعش في أفريقيا
الإثنين 07/فبراير/2022 - 09:41 م
أحمد عادل
جاء إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس 3 فبراير 2022، أن العملية الخاصة التي نفذتها الولايات المتحدة شمال غربي سوريا، توجت بتصفية زعيم تنظيم «داعش» «أبوإبراهيم الهاشمي القرشي»، ليفتح باب التساؤلات حول تأثر أفرع التنظيم الارهابي، وخاصة في أفريقيا بذلك.
استراتيجية التمدد
وكانت استراتيجية التنظيم تعتمد على التمدد خصوصًا في آسيا الوسطى وفي الساحل وغرب أفريقيا، إذ يسير وفقًا لما يعرف باستراتيجية «مركزية القيادة لا مركزية التنفيذ»، ما يحقق معادلة قوة الفروع والولايات في أفريقيا وآسيا، عن تمركزه الوهمي في سوريا والعراق.
وصعد التنظيم عملياته في أفريقيا في ضوء توجهه الاستراتيجي بإعادة التموضع في ساحات جديدة، إذ عزّز نشاط «ولاية غرب إفريقيا»، باستهداف الدول الواقعة في محيط بحيرة تشاد وهي؛ نيجيريا، والنيجر، والكاميرون، وتشاد بتنفيذ نحو (483) عملية خلال عام 2021 مقارنة بـ نحو (393) خلال عام 2020.
كذلك عمل التنظيم على إثبات وجود «ولاية وسط إفريقيا» عبر التوسع في تهديد كلٍ من موزمبيق والكونغو الديمقراطية بتنفيذ نحو (185) في 2021 عملية مقارنة بنحو (91) عملية خلال عام 2020، فضلًا عن محاولته التوسع في الصومال بتنفيذ نحو (40) عملية خلال عام 2021 مقارنة بـ(30) خلال عام 2020.
ولتنظيم «داعش» فصيلان منتسبان في غرب أفريقيا ووسطها، فقد انفصلت «ولاية غرب أفريقيا» رسميًّا، عن حركة «بوكو حرام» الإرهابية النيجيرية في عام 2016 ، فيما قدر موقع "جلوبل سيكيوريتي دوت أورج" أن قوام هذا الفصيل في 2021 يبلغ نحو 3500 عضو.
وتعمل ولاية غرب أفريقيا في الأساس حول منطقة بحيرة تشاد المتاخمة لنيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر، أما الفصيل الآخر وهو «تنظيم داعش في الصحراء الكبرى» فيعمل حول المنطقة الحدودية بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو.
وتقول مجموعة الأزمات الدولية إن ولاية غرب أفريقيا تربطها صلات بفصيل الصحراء الكبرى، وتأكدت تلك الصلة فيما يبدو بنشر الوسائل الإعلامية لـ«داعش» صورة في مارس 2019 لمقاتلين من فصيل الصحراء الكبرى تحت نقش يخص ولاية غرب أفريقيا.
وربط مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية، عدد 524 حادث عنف مرتبط بفصيل الصحراء الكبرى في 2020 أي أكثر من مثلي عدد الحوادث في 2019 وأسفرت تلك الأحداث عن سقوط أكثر من مائتى قتيل في مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
وكان خطر التشدد الذي تمثله فصائل مختلفة، واحدًا من العوامل الرئيسية وراء سلسلة من الانقلابات العسكرية في غرب أفريقيا خلال الثمانية عشر شهرًا الأخيرة.
وربطت وزارة الخارجية الأمريكية واحدة من أكثر الجماعات دموية في شرق الكونجو وهي «القوات الديمقراطية المتحالفة»، بتنظيم «داعش» الإرهابي.
ورغم الغموض الذي يكتنف مدى الصلات التي تربط «القوات الديمقراطية المتحالفة» بالتنظيم فقد حملت الولايات المتحدة هذا الفصيل مسؤولية مقتل 849 مدنيًّا في 2020.
وزادت حوادث القتل المنسوبة لفصيل القوات الديمقراطية بما يقرب من النصف في 2021 وفقا لأرقام الأمم المتحدة. وسقط أكثر من 1200 قتيل في هذه الهجمات.
وفي ذات الإطار، قال هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الارهابية، إن التأثر سيكون محدود جدًا بسبب استقلال أفرع داعش في أفريقيا عن المركز بالعراق وسوريا سواء في القيادة واتخاذ القرارات أو في الحركة والتمويل.
وأضاف النجار، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أنه علاوة على أن الحال الآن بالنسبة لداعش هو رجحان كفة الأفرع في كل من أفريقيا وأفغانستان «داعش خراسان» عن مركز بالمقارنة بحال التنظيم وأوضاعه شبه المنهارة في كل من العراق وسوريا.
وأكد الباحث في شؤون الجماعات الارهابية، أن ذلك يعني أن ما يطرأ على أوضاع التنظيم في العراق وسوريا لا ينعكس بالسلب على حضور ونشاط التنظيم في أفرعه النشطة في أفريقيا وأفغانستان.





