ad a b
ad ad ad

مقتل القرشي... بداية نسخة جديدة من تنظيم داعش أم وقف لحلم العودة من جديد

السبت 05/فبراير/2022 - 12:11 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

بدأ تنظيم دعش منذ مطلع العام الجديد 2022م، في الإعلان عن وجوده بشكل واسع عن ذي قبل، وكأنه يمهد لمرحلة جديدة أكثر عنفًا، ليوحي بأن الفترة الماضية منذ إعلان سقوطه في 2019م، كانت مرحلة إعداد لاستعادة عافيته مرة أخرى، ونفذ التنظيم مجموعة عمليات كبيرة في مناطق متفرقة منها سوريا والعراق وليبيا، الأمر الذي أثار إزعاج الكثير من المهتمين بهذا الشأن، كما وصل إلى حدوث نزوح جماعي للمدنيين في سوريا من محيط سجن غويران في الحسكة إلى أن جاءت ضربات التحالف في منطقة إدلب شمال غرب سوريا لتعلن الخميس 3 يناير 2022م مقتل زعيم التنظيم الملقب إبراهيم القرشي الذي لم يظهر ولو مرة واحدة منذ إعلان البيعة له الذي كان موجودًا في الموقع نفسه الذي قتل فيه سلفه أبو بكر البغدادي، وهو ما يطرح التساؤلات حول موقف التنظيم من هذه العملية، وهل تؤسس لمرحلة جديدة أم ستوقف حلم التنظيم في العودة من جديد؟


إعلان مقتل القرشي

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن ظهر الخميس 3 يناير 2022م مقل زعيم داعش عبدالله قرداش، الملقب أبو إبراهيم الهاشمي القرشي.


وقال في كلمة ألقاها إن عملية سوريا أزاحت زعيم التنظيم الإرهابي «من ساحة المعركة».


وأضاف ألا خسائر في صفوف القوات الأمريكية التي نفذت الإنزال في منطقة أطما، بإدلب.


وكان مسؤلون أمريكيون أعلنوا تنفيذ عملية عسكرية في شمال غرب سوريا، مؤكدين أنه بدأ التخطيط لها خلال الأيام القليلة الماضية، واستهدفت نشاطًا إرهابيًّا كبيرًا.


وشملت العملية استخدام طائرات حربية من طراز أباتشي، وتم تنفيذ غارات جوية باستخدام طائرات بدون طيار، -بحسب صحيفة وول ستريت جورنال- التي أكدت أن القوات الخاصة بالاشتراك مع قوات أخرى، داهمت موقعًا في منطقة أطمة بمحافظة إدلب السورية لأكثر من ساعتين، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى وتدمير بعض المباني، بحسب روايات شهود عيان، الذين أكدوا أن القوات الأمريكية تبادلت إطلاق النار مع القوات المعادية على الأرض.


وأفادت بأن موقع الغارة المبلغ عنه هو مبنى يقع على بعد حوالي 15 ميلًا من قرية باريشا في سوريا، حيث قتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في أكتوبر 2019 في غارة نفذتها الولايات المتحدة.


دلالات وتساؤلات

وأول ما يلفت النظر هو مقتل القرشي في مبنى قريب من الموقع الذي قتل فيه سلفه أبو بكر البغدادي، في دير البلوط، وهو ما يؤكد مزاعم بعض المقربين من التنظيمات المسلحة في سوريا، بأن هناك جهات معينة لها مصلحة في توفير ملاذ آمن لقيادات التنظيم في الشمال السوري، مقابل الحصول على مكاسب مادية من التنظيم، أو استغلال وجوده في استثمار استمرار الفوضى في المنطقة، التي تنشط فيها الفصائل المتناحرة، ذات الصلات الدولية، بينها القوات الكردية، وحركة أبي محمد الجولاني، إضافة إلى الوجود التركي، ونشاطه المعروف في الشمال السوري.


وأرضية كهذه لا يمكن أن تظل ملاذًا آمنًا لرأس تنظيم داعش لفترة طويلة خاصة في ظل الاشتباكات الضخمة التي وقعت خلال النصف الثاني من يناير في الحسكة، لتهريب قيادات من الصف الأول والثاني المعتقلين في سجن غويران، فكما يشير مقربون من هذه التنظيمات في الأراضي السورية، فإن من اليسير وقوع وشاية من داخل داعش أو خيانة من الجهات التي تحمي القرشي في مناطق نفوذها بعد شعورها بالخطر.


كما لا يمكن استبعاد حضور التعاون الاستخباراتي في تحديد موقعه، مع الجانب العراقي الذي ينفذ عمليات ضخمة ضد التنظيم، خلال الأيام القليلة التي سبقت إعلان مقتل زعيم التنظيم، بعد التحذيرات التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على خلفية العملية الإرهابية التي استهدفت مطار بغداد مؤخرًا.


وتطرح العملية تساؤلات مهمة حول مدى إمكانية تصعيد داعش من نشاطه واستمرار موجة اليقظة التي بدأها مطلع العام الجديد، وهل تُسهم في تنفيذ عمليات انتقامية واسعة النطاق، إيذانًا ببدء مرحلة جدية من حياة التنظيم، أم أنها ستؤجل من حلم العودة السريعة مرة أخرى؟

"