أبعاد الهجوم الإرهابي على مطار بغداد ومستقبل تنظيم داعش في العراق وسوريا
مع منتصف الشهر الأول من العام الجديد 2022م، بدأت هجمات تنظيم داعش الإرهابي تأخذ منحى جديدًا ينبئ عن تطور أكثر عنفًا في تكوين التركيب الذي ظل كامنًا إلى حد ما منذ إعلان سقوط خلافته المزعومة في مارس 2019م، تمثلت هجمات التنظيم في الهجوم الأبرز على سجن الحسكة بهدف تحرير معتقليه، والذي استمرت الاشتباكات حوله بين عناصر التنظيم وقوات قسد قرابة أسبوع منذ فجر الحمعة 24 يناير 2022م، وبعدها بساعات قليلة هجوم مكثف على أحد الارتكازات الأمنية في ديالى بالعراق، ثم الهجوم الأبرز الذي تعرض له مطار بغداد الدولي. وهو ما يشير إلى أن هناك شيئًا يجهز له التنظيم في المستقبل القريب.
سجن الحسكة
مع بداية العام الجديد تداولت حسابات مقربة من تنظيم داعش الإرهابي أن هناك
مخططًا لإعادة الحياة للتنظيم في كل من سوريا والعراق، خاصة في الشمال السوري،
يسعى من خلاله التنظيم إلى إحداث نوع من الاستثمار العملياتي في المنطقة يبث الروح
في عروقه من جديد.
وأكدت المعلومات التي نشرتها هذه الحسابات أن زعيم تنظيم داعش – الذي لم
يظهر ولو مرة واحدة إلى الآن- أعطى تعليمات لعناصر التنظيم بالبدء في مهاجمة
السجون التي تضم معتقلي التنظيم، ويهدف التنظيم من وراء ذلك إلى استثمار الأعداد
الكبيرة من معتقليه؛ خاصة في سجن الحسكة الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية «قسد» والذين يبلغ عددهم المئات بينهم قيادات في الصفين الأول والثاني
من التنظيم.
كما يهدف التنظيم من خلال تلك العملية إلى محاولة بسط سيطرته على منطقة في
الشمال السوري تكون مرتكزًا لعملياته المقبلة، أو تكون قاعدة لعودة خلافته المزعومة
مرة أخرى، إذا تمكن من تحقيق مكسب عسكري على قوات قسد.
العراق
لم يكتف التنظيم بهذه الرسالة فقط؛ بل أعلن بالتزامن مع عملية سجن غويران
في الحسكة على استهداف مقر أمني في ديالى شمال العراق، بطريقة وحشية تمكن خلالها
من القضاء على كل أفراد المقر الأمني الذين بلغ عددهم 11 شخصًا. ليشير إلى أن
عودته المرتقبة سوف تشمل كل الأراضي التي كان يسيطر عليها ليس فقط في سوريا وحدها
ولكن في العراق أيضًا.
مطار بغداد
تعرض مطار بغداد الدولي لهجوم صاروخي فجر الجمعة 28 يناير 2022م، وأعلن رئيس
الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في بيان له، اليوم الجمعة، «أن مطار بغداد الدولي
تعرض فجر اليوم إلى عمل إرهابي جبان كشف عن إصرار المجرمين على ضرب أمن شعب العراق،
والتزاماته، وإمكاناته، وتعريض مصالحه للخطر».
وأكدت خلية الإعلام الأمني العراقي، تفاصيل استهداف مطار بغداد الدولي بعدد
من الصواريخ، موضحة أن المسؤول عن الهجوم هم تنظيم داعش الإرهابي، مؤكدة أنه تم التوصل
لـ خيوط مهمة عن الجناة، للقبض عليهم، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم، وتقديمهم
للعدالة.
وجاء في بيان خلية الإعلام الأمني العراقي عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل
الاجتماعي تويتر: أقدمت عصابات داعش الإرهابية على استهداف مطار بغداد الدولي فجر اليوم،
بستة صواريخ نوع كاتيوشا، في محاولة لاستهداف مقدرات البلد؛ سقطت على مكان انتظار طائرات
الخطوط الجوية العراقية، ما أدى إلى أضرار بطائرتين كانتا جاثمتين على المدرج.
وأشارت خلية الإعلام الأمني إلى أن هذا الفعل الإرهابي؛ يهدف لـ تقويض الجهود
التي تقوم بها الحكومة العراقية، في محاولة استعادة الدور الإقليمي للعراق، وإعاقة
نشاط جهود الخطوط الجوية العراقية، في أن تكون بطليعة الدول في مجال النقل والملاحة
الجوية، ورفع تحديات عملها.
ويعتبر الهجوم الأخير تطورًا خطيرًا في منهج التنظيم العملياتي، في الفترة
الأخيرة، من ناحية نوعية الهدف، والأسلحة المستخدمة، مما يشير إلى أن داعش تمكن من
الحصول على موارد جيدة للدعم العسكري واللوجيستي.





