التهم المعلبة.. أدوات نظام الملالي لقمع معارضيه وإسكات أصواتهم
كشف مغني الراب الإيراني، المعارض «توماج صالحي» في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر» أنه ستتم محاكمته خلال يناير الجاري بمحكمة شاهين شهر الثورية بمحافظة أصفهان، وسط إيران، بتهمة «الدعاية ضد النظام وإهانة المرشد».
ووفقًا لموقع «هرانا» الحقوقي، فإن السلطات الأمنية اعتقلت في 12 سبتمبر 2021، مغني الراب «صالحي» بعد مداهمة منزله، ثم أفرجت عنه بكفالة بعد أيام قليلة، بعد أن طالبت منظمة العفو الدولية بالإفراج عنه، إذ رأت أن «صالحي» له الحق في حرية التعبير وإبداء رأيه؛ لرفضه سياسات النظام الحاكم في اثنين من أعماله، هما، «الحياة الطبيعية»، و«ثقب الفأر»، اللذين انتشرا بشكل واسع داخل الأوساط الإيرانية، وهو ما أثار غضب النظام الحاكم.
يرفض التعاون في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي في فيينا، مطالبًا واشنطن برفض العقوبات الاقتصادية أولًا قبل الجلوس على طاولة المفاوضات، ما أدى إلى اندلاع الاحتجاجات بالشارع، بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
التهم المعلبة
ويقول الدكتور «محمد عبادي» الباحث المختص في الشأن الإيراني: إن هذه المرة ليست الأولى التي يعتقل فيها النظام الإيراني مغني الراب، لانتقاده في عدد من أعماله الفنية، وهذا يدل على أن أيديولوجية الملالي ترفض أي انتقاد من قبل المجتمع، وفي حال وقع ذلك فالتهم جاهزة، كـ«محاولات الانقلاب على النظام، الدعاية ضده، معادة الله ورسوله»، وهذه القوالب من التهم يتم توظيفها ضد أي معارض للنظام من أي فئة كان، ويحاكم هؤلاء الأشخاص عليها.
ولفت «عبادي» في تصريح خاص لـ«المرجع»، إلى أن إيران لن تتوقف أبدًا عن هذه الانتهاكات؛ لأنها في أيديولوجيا النظام الذي يزعم امتلاك حق إلهي في قمع أي مواطن يعارض النظام، وهذا ما يكشف عن حالة حقوق الإنسان المتردية داخل الجمهورية الإيرانية.
وأضاف أنه في الوقت الذي تتعرض فيه البلاد لقضايا أخرى، كالاحتجاجات، ومسألة العطش، والاتفاق النووي، والتصعيد مع إسرائيل؛ يذهب النظام ليعتقل مغني راب، ليؤكد هشاشة تفكير هذا النظام الذي أصبح خائفًا يترقب أي خطأ بسيط من مواطن لتحاكمه محكمة الثورة، ويلقي في السجن مثل الآلاف غيره.





