ارتفاع مخاطر الاختفاء القسري لمعارضي «طالبان» في أفغانستان
منذ استيلاء حركة «طالبان» على السلطة في أفغانستان أغسطس الماضي، ظهر عدد من المخاوف أمام المجتمع الدولي نظرًا لتاريخ الحركة الدموي وعلاقاتها المتعددة مع الجماعات الراديكالية المتطرفة، ومن بين أبرز تلك المخاوف كيف ستتعامل الحركة مع معارضيها، خاصة المنتمين للنظام السابق، وبدأت العديد من الدول إعلان هذه التخوفات مبكرًا، ما انعكس بصورة أو بأخرى على إرجاء الاعتراف الأممي لحكومة طالبان حتى الآن.
تحذيرات ألمانية
أعلنت الخارجية الألمانية، الخميس 4 نوفمبر 2021، أن قطاعات من الأفغان تواجه مخاطر القمع والقتل والاضطهاد بعد استيلاء حركة طالبان على السلطة
هناك.
وأضافت الخارجية في تقريرها الذي نشرته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن أشخاصًا في مدن وكذلك موظفين حكوميين سابقين، يعانون بصفة خاصة من "تقييد هائل لحقوقهم الأساسية وحرياتهم" ومتخوفين من التعرض لانتقام.
وقال التقرير، إنه
في المقابل، كانت تخضع بعض المناطق الريفية منذ سنوات لسيطرة «طالبان»، ولهذا لم تتغير
حياتهم اليومية بشكل عميق مع استيلاء الحركة على الحكم.
وأضاف أن تقارير تواردت
عن عمليات تفتيش للمنازل واعتقالات تعسفية وحالات اختفاء قسري وإعدام أيضًا، لاسيما
ضد تلك المجموعات وضد معارضين سياسيين لطالبان وممثلي المجتمع المدني وعائلاتهم.
وأوضحت الخارجية الألمانية أن هذا التقرير لا يعد سوى «لقطة لحظية»؛ لأن السفارة الألمانية في أفغانستان أُغلقت منذ وصول طالبان للسلطة في منتصف أغسطس الماضي، وكذلك قنصليات أجنبية لعديد من الدول الأخرى.
تقارير حقوقية
ومع بداية ديسمبر الجاري، بدأت هذه المخاوف تأخذ منحى أخطر، نظرًا لزيادة عمليات الاختفاء القسري والإعدام خارج إطار القانون في أفغانستان، الأمر الذي دفع الخارجية الأمريكية لإصدار بيان مشترك مع عدد من الدول تحذر فيه من هذه المشكلة الخطيرة، وهذه الدول هي؛ أستراليا وبلجيكا وبلغاريا وكندا والدنمارك وفنلندا، وكذلك فرنسا وألمانيا واليابان وهولندا ونيوزلندا ومقدونيا الشمالية وبولندا والبرتغال ورومانيا وإسبانيا والسويد وسويسرا والمملكة المتحدة وأوكرانيا، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال بيان الخارجية الأمريكية الصادر في 4 نوفمبر: «نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن عمليات قتل بلا محاكمة وإخفاء قسري لأعضاء سابقين في قوات الأمن الأفغانية مثلما وثقتها منظمة هيومان رايتس ووتش وغيرها»، «نؤكد أن الأفعال المزعومة تشكل انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وتتعارض مع العفو الذي أعلنته طالبان. فندعو طالبان إلى التنفيذ الفعال للعفو عن الأعضاء السابقين في قوات الأمن الأفغانية والمسؤولين الحكوميين السابقين لضمان التمسك به في جميع أنحاء البلاد وفي جميع صفوفهم».
وأضاف أنه يجب التحقيق في
الحالات المبلغ عنها بطريقة شفافة على الفور، ويجب محاسبة المسؤولين عنها، وكذلك يجب
الإعلان عن هذه الخطوات بوضوح كرادع فوري لمزيد من عمليات القتل والاختفاء.
تأكيدات كندية
وأعلنت السلطات الكندية الأحد 19 ديسمبر
الجاري، أن نازحين أفغانًا وصلوا إلى البلاد أكدوا التقارير السابقة، وأشاروا إلى أن
حكومة طالبان الجديدة تنفذ عمليات إخفاء قسري واسعة النطاق ضد معارضيها، وأن وعود
الحركة بالعفو العام عن المتعاونين مع الحكومة السابقة أو مع قوات التحالف مجرد
أكاذيب لم تتحقق على أرض الواقع إلى الآن.
ونددت الحكومة الكندية بانتهاكات حقوق
الإنسان في أفغانستان، مؤكدة أن ذلك يتعارض مع شعارات العفو التي أعلنت عنها «طالبان» عشية استيلائها على السلطة.
وبثت قناة «العربية الحدث» تقريرًا يرصد
شهادات نازحين أفغان في كندا حول أوضاع حقوق الإنسان داخل أفغانستان، وأكد
النازحون أن هناك الكثير من الصور والفيديوهات حول عمليات قتل وتعذيب للقوات
الأمنية التي كانت تابعة للحكومة السابقة حقيقة واقعة ولا أحد يستطيع أن ينكرها، لذلك فإن الكثير من الأفغان لديهم مخاوف من عدم حصولهم على الأمان داخل بلادهم.
وذكر شريف مؤمن رئيس الجالية الأفغانية في تورنتو الكندية- بحسب التقرير- أن طالبان وعدت العفو عن الجميع لكن هذا لم يحدث.





