متفوقًا على نظرائه.. «داعش» يستغل وسائل التواصل الاجتماعي في جذب الأتباع
استغلت التنظيمات الإرهابية شبكة الإنترنت بما تحملها من وسائل تواصل، إذ استطاعت من خلالها تجنيد وجذب المتابعين وأفراد جدد لها، مستخدمة إياها في حروبها غير التقليدية ببث موادها الإعلامية بهدف التعريف والانتشار تارةً والترهيب تارةً أخرى.
حروب الكترونية
تنوعت أسلحة الحروب
الإلكترونية ما بين سلاح المعلومة والفيديو والصور، مرورًا باستخدام عدد من
البرمجيات التي تسمح للفاعلين بالتعرف على اتجاهات وميول الآخرين في مواقع التواصل
الاجتماعي وتحليلها ومراقبة مجمل تحركاتها في هذا العالم الافتراضي، لمعرفة قدرات
الخصم ووضع استراتيجية لمهاجمته، وصولًا إلى استخدام ما تعرف بـ«الهاشتاجات» بما يرجح الكفة لصالح
طرف ما على الآخر.
وتطوّرت المنظومة
الإعلامية لدى تنظيم «داعش» بشكل كبير من ناحية المحتوى
والشكل، إذ اعتبرت مؤسسة «الفرقان» الإعلامية الأقدم، لكن ظهرت مؤسسات
إعلامية عديدة تتبع التنظيم، كمؤسسة «الاعتصام» ومركز «الحياة» و«أعماق»،
و«البتار»، ومؤسسة «دابق» الإعلامية، و«الخلافة»، و«أجند للإنتاج الإعلامي»،
و«الغرباء للإعلام»، و«الإسراء للإنتاج الإعلامي»، و«الصقيل» و«الوفاء»، و«نسائم
للإنتاج الصوتي»، ومجموعة من وكالات الأنباء التي تتبع الولايات والمناطق التي
كانت تسيطر عليها؛ بجانب إصداره عددًا من المجلات باللغتين العربية والإنجليزية
كمجلة «دابق» و«الشامخة»، وإنشاء محلية، كـ«البيان»، التي كانت تبث من الموصل في
العراق، والرقة في سوريا، إضافة إلى إنشائه المدونات لمواصلة نشاطه الإعلامي،
وكانت المدونات الأهم باللغتين الروسية والإنجليزية؛ حيث كانت الهيئة الإعلامية التابعة
له، تقوم بترجمة الإصدارات الإعلامية إلى لغات أجنبية عديدة.
تفوّق داعشي
أدرك تنظيم «داعش» الإرهابي أهمية
استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في سعيه نحو تحقيق أهدافه، واعتمد بصورة أساسية
على موقعي «تويتر» و«يوتيوب»، وطور استراتيجية إعلامية على هذه المواقع، إذ لم
يترك وسيلة من الوسائل التقنية للتفاعل على تلك المواقع إلا وتطرق لها، وقام بمشاركة
الفيديوهات والأفلام ذات الجودة العالية، إلى جانت تطوير تطبيقات خاصة به، واللجوء
إلى ابتكار طرق وآليات مختلفة تعتمد على الثغرات المختلفة الموجودة بتلك المواقع
للوصول إلى طرق تمكنه من استرجاع الحسابات الخاصة به، والتي سعى التحالف الدولي لمحاربة «داعش» إلى
حذفها.
وعلى الرغم من استباقية تنظيمات عدة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فإن «داعش» كان سباقًا في التعامل معها والانتشار بداخلها بطريقة سريعة لجذب شريحة كبيرة من المؤيدين والمناصرين له، إذ تمكن التنظيم الإرهابي من التفوق على التنظيمات الأخرى فيما يتعلق باستخدام وتطوير شبكات التواصل الاجتماعي كأداة رئيسية لنشء أفكاره المتطرفة والترويج لها.
ووفق دراسة لمركز
«بروكينجز» الأمريكي، بلغت الحسابات الأساسية والرسمية منها والداعمة لـ«داعش»،
نحو 46 ألف حساب اليكترونى حتى نهاية عام 2014، ورصدت الدراسة أن ثمة ما لا يقل عن 90 ألف
حساب يقوم التنظيم بنشر رسائله من خلالها، وتقوم أغلب تلك الحسابات بنشر نحو 50
تغريدة في اليوم الواحد، ويمتلك كل حساب ما معدله 1004 متابعين.
للمزيد: قبل أعياد الميلاد.. داعش يجهز ذئابه لبث الذعر في أوروبا بهذه الأساليب





