لماذا يختار «داعش» يوم الجمعة لتفجير المساجد في أفغانستان؟
اعتاد تنظيم «داعش» الإرهابي، استهداف المساجد في أفغانستان بشكل متسلسل، ويختار التنظيم غالبًا يوم الجمعة لتنفيذ عملياته الإرهابية التي تستهدف المصلين، خاصة من الطائفة الشيعية، وبعضها طال مساجد السنة، ويحمل هذا النوع من العمليات عددًا من التساؤلات، أهمها لماذا هذه المساجد؟ ولماذا المساجد من الأساس وهي بيوت الله؟
مساجد الشيعة
أغلب المساجد والمؤسسات الدينية
التي استهدفها تنظيم «داعش» الإرهابي منذ استيلاء حركة طالبان على الحكم تنتمي إلى
الطائفة الشيعية، وشهد شهر أكتوبر الماضي نحو 4 عمليات، كان أبرزها استهداف مسجد
سيد آباد بولاية قندوز شمال أفغانستان أثناء أداء صلاة الجمعة.
ونقلت وكالة أعماق» إحدى الأذرع الإعلامية للتنظيم، مسؤوليته عن الهجوم الذي أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصًا، وإصابة ما يزيد على 140 آخرين.
وقالت الوكالة في بيانها الذي نشرته عبر موقع التواصل «تليجرام»: «إن انتحاريًّا فجر سترته الناسفة وسط جموع الشيعة داخل المعبد، ما أدى إلى سقوط أكثر من 300 قتيل وجريح في صفوفهم»، وذكر أن منفذ التفجير ينتمي إلى أقلية الإيجور.
بعدها بأسبوع تبنى التنظيم الإرهابي
هجومًا انتحاريًّا آخر استهدف مسجدًا للشيعة في مدينة قندهار الأفغانية وتسبب في وقوع
عشرات القتلى والجرحى.
وأعلن التنظيم عبر منابره الإعلامية مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري الذي أسفر عن مقتل 41 شخصًا على الأقل وإصابة العشرات.
وتضمن بيان التنظيم الإرهابي الذي نشره عبر قنواته في تطبيق «تليجرام»، أن انتحاريين نفذا هجومين منفصلين داخل المسجد خلال صلاة الجمعة.
وتابع البيان: «فجر الانتحاري الأول سترته الناسفة على جموع المصلين في رواق المسجد، بينما فجر الآخر سترته الناسفة في وسط المسجد».
تفجيرات الجمعة 10 ديسمبر
وقعت ثلاثة
تفجيرات متزامنة بالعاصمة كابول، الجمعة 10 ديسمبر الجاري، إحداها تفجير عبوة
ناسفة بالقرب من مصلى عبدالعلي مزاري التابع لطائفة الهزارة غرب العاصمة الأفغانية
كابل.
وقال المتحدث باسم
وزارة الداخلية في حركة «طالبان» سعيد خوستي: إن الانفجارات أسفرت عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة
ثلاثة آخرين.
وأوضح بحسب موقع «طلوع نيوز» أن شخصين قتلا وأصيب ثلاثة آخرين، في الانفجار الأول أمام مدخل مصلى «الشهيد مزاري»، فيما وقع الانفجار الثاني في منطقة دهبوري بالعاصمة كابول، وأعقبه إطلاق نار.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية إن الانفجار الثالث وقع في سهل برشي وأسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة ثلاثة آخرين. بينهم امرأة.
لماذا يوم الجمعة؟
يعتبر تنظيم «داعش» الإرهابي أن المساجد التي لا توافق منهجه وأفكاره هي مساجد
ضرار، فيما يصف مساجد الشيعة بـ«المعابد الشركية»، كي يقدم للانتحاريين التابعين له، المسوغ الشرعي لاستهدافها وفقًا لأدبيات التنظيم.
ولا يقف التنظيم عند مساجد الشيعة فقط، بل يمتد تعريفه لمساجد الضرار إلى
مساجد السنة أيضًا، كما حدث في مسجد الروضة ببئر العبد في محافظة شمال سيناء في مصر خلال نوفمبر
2017، والذي راح ضحية الهجوم عليه أكثر من 300 من المصلين، أثناء أداء صلاة الجمعة.
ويتعمد التنظيم الإرهابي تنفيذ عملياته التي تستهدف هذه المساجد أثناء صلاة الجمعة، ليضمن وقوع أكبر عدد من الضحايا، طبقًا لأفكاره، ومن ناحية أخرى إحراج الأنظمة التي تقع في نطاقها عملياته الإجرامية.
ولعل التنظيم حاليًا في حالة استنفار دائم داخل أفغانستان لمنافسة حركة طالبان التي تتأرجح بين محاولة إثبات سيطرتها على التنظيم والمنشقين عنها، الذين تؤكد كثير من التقارير انضمامهم لتنظيم «داعش».
