ad a b
ad ad ad

قبل مباحثات فيينا السابعة.. الأجواء المشحونة تهدد دبلوماسية واشنطن

الأحد 28/نوفمبر/2021 - 01:48 م
المرجع
محمد شعت
طباعة
تتجه أنظار العالم إلى استئناف الجولة السابعة من محادثات الملف النووي الإيراني، وذلك في التاسع والعشرين من نوفمبر الجاري بالعاصمة النمساوية فيينا، والتي تشارك  فيها الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة غير مباشرة.
قبل مباحثات فيينا
وقبل انطلاق المفاوضات المرتقبة، أعربت واشنطن عن أسفها لغياب التقدم بين إيران وبين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبرة أن موقف طهران يشكل «مؤشرًا سيئا» قبل معاودة المباحثات الإثنين المقبل، واعتبرت أن استمرار إيران في تطوير سلاحها النووي إلى جانب رفضها التعاون مع وكالة الطاقة الذرية هو تفويت للفرصة.

جولة قلقة

على الرغم من تعليق الآمال على إحياء الاتفاق النووي بعد تحديد موعد الجولة السابعة من مفاوضات فيينا، والتي جاءت بعد توقف المفاوضات فإن الأجواء التي تسبق المفاوضات تشير إلى أن الجولة المرتقبة قد لا تحرز تقدمًا يذكر، ولن تسفر عن نتائج مختلف عن الجولات السابقة، في ظل غياب المؤشرات الإيجابية من أطراف المفاوضات، وتبادل رسائل سلبية تكشف عن أن التفاهمات لم تتغير والنقاط الخلافية كما هي، وإصرار كل طرف على مطالبه، خاصة الجانب الإيراني الذي يصر على الشروط التعجيزية.

ومازال الموقف الإيراني مراوغًا، فبعدما أعلن استعداده للعودة إلى طاولة المفاوضات وتحديد موعد الجولة السابعة في الـ٢٩ من شهر نوفمبر الجاري، إلا أنه عاد ليجدد التأكيد على تمسكه بمطالبه السابقة، والتي تبدو تعجيزية، وقد تلقي بظلالها على مسار المفاوضات، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب، في مؤتمر صحفي قبل أيام: «نركز في المفاوضات على رفع العقوبات كلها، وسنتعامل وفق نوايا الأطراف الأخرى في حال لم تكن المفاوضات بناءة».

واعتبر زاده أنه إذا لم يحقق الاتفاق النووي لإيران مصالحها الاقتصادية والتجارية فيجب أن يدرك الجميع أن نافذة الاتفاق لن تبقى مفتوحة.

وتأتي تصريحات زادة لتؤكد أن التفاهمات ما زالت كما هي في ظل إصرار الجانب الإيراني على المطالب التي لم يستجب لها الجانب الأمريكي في الجولات السابقة، ما يشير إلى أن النتائج لن تتغير في ظل استمرار الدوران في الدائرة ذاتها، خاصة أن تصريحات زاده توافقت مع تصريحات  كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، الذي قال: «لا خيار أمام الولايات المتحدة سوى تقبل الواقع الجديد بشأن الاتفاق النووي، ولا سبب يدعونا للتراجع عن سياستنا النووية ما لم يلتزم الطرف الآخر».
قبل مباحثات فيينا
دبلوماسية مهددة

جاءت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لتعلن تبني منهج الدبلوماسية في التعامل مع إيران، وهو الموقف الأكثر مرونة من إدارة سابقه دونالد ترامب الذي استخدم سلاح العقوبات، وفرض عدة حزم أرهقت الاقتصاد الإيراني، حيث أعلنت إدارة بايدن استعدادها لرفع بعض العقوبات المفروضة على إيران حال انخراط إيران في المفاوضات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي، إلا أن طهران قابلت المرونة الأمريكية بفرض شروط تعجيزية، أهمها رفع العقوبات بشكل كامل عن إيران، وتقديم ضمانات بعدم الانسحاب مرة أخرى من الاتفاق مثلما فعلت الإدارة السابقة.

المراوغة الإيرانية دفعت الإدارة الأمريكية الجديدة إلى تغيير لهجتها، وإعلان استعدادها لكل الخيارات لمواجهة السلوك والنوايا الإيرانية تجاه امتلاك سلاح نووي، وعرقلة كل محاولات التعاون مع وكالة الطاقة الذرية، والمضي قدمًا في برنامج الصواريخ الباليستية.

وعلى الرغم من تلميح واشنطن التوصل إلى اتفاق مؤقت لكسب الوقت فإنها أعلنت أيضًا على لسان وزير الدفاع لويد أوستن، أن الولايات المتحدة قادرة على نشر قوة ساحقة في الشرق الأوسط، واستعداد واشنطن للجوء إلى خيار عسكري إذا لزم الأمر، ما يعني منهج الدبلوماسية بات مهددًا.

وقد تعزز فرضية تخلي واشنطن عن نهج الدبلوماسية، تمسك إيران باللهجة التصعيدية،  وعدم إبداء أي نية لتقديم أية تنازلات، إضافة إلى القلق الإسرائيلي من منهج واشنطن التفاوضي مع إيران، خاصة أن هذا النهج لم يدفع طهران إلى تغيير موقفها ، لكن دفعها إلى تعزيز موقفها النووي الذي سيعزز بالضرورة موقفها في التفاوض.

الكلمات المفتاحية

"