طالبان الباكستانية.. صعود الأصل الأفغاني يقوى نفوذ الفرع الصغير
بدأت تلوح في الأفق مؤشرات لتنامي نفوذ الفرع الباكستاني من حركة طالبان، بعد مرور أقل من 3 أشهر على صعود الحركة وسيطرتها على مقاليد الحكم في أفغانستان، وظهر ذلك بوضوح من خلال التعامل الرسمي مع طالبان باكستان، وظهور اسمها في مفاوضات سياسية أثارت حالة من الجدل في البلاد، بين رافض ومؤيد. واللافت هو ظهور قيادات من طالبان الأفغانية كوسطاء في المفاوضات بين الحكومة الباكستانية وطالبان باكستان.
وقف إطلاق النار
في الثامن من نوفمبر 2021، أعلنت الحكومة الباكستانية أنها توصلت لاتفاق شامل لوقف إطلاق النار مع طالبان الباكستانية برعاية قيادات من الإمارة الإسلامية في أفغانستان (طالبان)، وأشار فؤاد تشودري وزير الإعلام الباكستاني، إلى أن طالبان الأفغانية لعبت دورًا رئيسيًّا في تسهيل المحادثات بين الطرفين.
وأشار إلى أن وقف إطلاق النار سوف يشمل تطورات أخرى بالتزامن مع استمرار المفاوضات التي تشارك فيها قيادات من حركة طالبان الأفغانية.
وأكد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، أن الحكومة تنتوي إصدار عفو عن أفراد الجماعات الموقعة على الاتفاق، في حال نجاح المحادثات في التوصل إلى تفاهم حول «نزع سلاح»، مشيدًا بمشاركة حركة «طالبان» الأفغانية في المباحثات، ومؤكدًا أنها لعبت دورًا مهمًّا في التنسيق لتلك المحادثات.
عوامل القوة
وأعطى صعود حركة طالبان الأفغانية وسيطرتها على الحكم، دفعة قوية لنظيرتها الباكستانية خلال الشهرين الأخيرين، بعد إصابتها بضعف شديد نتيجة العمليات المكثفة التي نفذها الجيش الباكستاني، وأرغمها على الانسحاب من الحدود في الشرق الأفغاني وتقليص هجماتها على الأراضي الباكستانية.
وبعد سيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان باتت تحركات شقيقتها الباكستانية أكثر مرونة، خاصة على الحدود بين البلدين، على عكس السابق، إذ لم يكن متاحًا لعناصرها الانتقال أو الحركة على الحدود في ظل الحكومة السابقة، التي كانت تضيق على الشقيقتين بجانب تهديدات القوات الأمريكية التي انسحبت من أفغانستان وتركت الساحة خالية أمام الحركة.
لم تكن الحرية في تحرك عناصر الحركتين على الحدود الأفغانية الباكستانية فقط، ولكن امتد ذلك إلى داخل البلدين، وظهرت استعادة الثقة هذه أواخر أكتوبر الماضي من خلال نشر صور زعيم «طالبان باكستان» المفتي نور ولي محسود خلال تنقله علنًا في أفغانستان بينما يصافح السكان المحليين ويتحدث إليهم على الملأ. وكان هذا الأمر مستحيلًا في ظل الحكومة الأفغانية السابقة.
كما استقبلت باكستان رسميًّا قيادات من حكومة طالبان الأفغانية، إذ وصل الأربعاء 10 نوفمبر، وفد من كبار قيادات الحركة برئاسة وزير الخارجية أمير خان متقي، يرافقه وزيرا المالية والاقتصاد ومسؤولون آخرون في الحركة.
استلهام التجربة الأفغانية
ومنذ عودة طالبان أفغانستان للحكم، بدأت نظيرتها الباكستانية تحاول استلهام تجربتها فالشقيقتان تتبعان أيديولوجيا واحدة، وتتحركان من أرضية مشتركة، ويسعى نور ولي محسود الزعيم الحالي للحركة الباكستانية الذي تولى قيادة الحركة بعد مقتل قائدها الملا فضل الله بطائرة أمريكية مسيرة إلى اتخاذ سياسة جديدة لإعادة القوة إلى الحركة بالتفاوض مع الحكومة الحالية، خاصة أنها رأت ميول رئيس الحكومة عمران خان نحو دعم الاعتراف بنظيرتها الأفغانية.
وخلال المفاوضات الأخيرة طرحت الحركة الإفراج عن نحو مائة من عناصرها كشرط مسبق للهدنة الشاملة، في محاولة عملية للسير على نهج نظيرتها الأفغانية.





