البيان الأول.. سياسيون أفغان يشكلون جبهة مقاومة للتخلص من طالبان
الإثنين 01/نوفمبر/2021 - 11:47 ص
مصطفى كامل
أعلن عدد من الشخصيات السياسية الأفغانية تشكيل جبهة أطلقوا عليها «المجلس الأعلى للمقاومة الوطنية لجمهورية أفغانستان الإسلامية» لمواجهة ومعارضة الحكومة الجديدة التي شكلتها حركة «طالبان» بعد سيطرتها على مقاليد الحكم في أفغانستان منتصف أغسطس الماضي، حيث تسعى الجبهة إلى أن تكون الحامي لاستثمارات أمريكا لمدة 20 عامًا في أفغانستان، والقوة لتخليص البلاد من التعصب والإرهاب؛ إذ يأتي التسجيل بعد ستة أسابيع من تجنيد المقاومة الأفغانية مجموعة سياسات سونوران لتقديم خدمات استشارية استراتيجية.
تشكيل الجبهة
عقب مغادرة الرئيس الأفغاني السابق «أشرف غني» للبلاد، وتشكيل حركة طالبان حكومتها، يعدّ تشكيل هكذا جبهة أول رد فعل لشخصيات وزعماء الأحزاب السياسية بشأن التطورات السياسية والعسكرية، حتى أوضحت الجبهة أنه وفي حال لم تقبل طالبان الحل السياسي فإن الجبهة ستختار الخيار الثاني وهو النشاط العسكري، وأن «طالبان» ستتحمل مسؤولية الوضع، وما ستؤول إليه الأمور.
وأشادت الجبهة بالمجتمع الدولي بعدم اعترافه بالحكومة التي شكلتها طالبان، وتدعو الأمم المتحدة وجميع الدول بعدم الاعتراف بحكومة طالبان التي تصفها الجبهة بـ«الحكومة الاستبدادية التي لا تحترم حقوق الإنسان والمرأة، وتتجاهل الأقليات الدينية واللغات الرسمية في أفغانستان»، داعية المجتمع الدولي ووكالات الإغاثة الدولية إلى تقديم مساعدات إنسانية مباشرة للشعب الأفغاني، إضافة إلى دعوة الحركة لوقف القتل والاعتقال الممنهج للعسكريين والأمنيين في الحكومة السابقة، والبدء بمفاوضات مباشرة وبناءة مع الجبهة.
فيما أشار «أندريه سيرينكو» مدير المركز التحليلي في جمعية العلماء السياسيين الروس، إلى أن جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية المناهضة لطالبان فتحت تمثيلها الرسمي في طاجيكستان دوشانبي.
وأفاد موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي، أن جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية قد سجلت نفسها للضغط على صانعي السياسة الأمريكيين، مما يشير إلى أنها تدرك الحاجة إلى كسب كبار المسؤولين في واشنطن.
ووفقًا لأكسيوس، فإن السناتور «ليندسي غراهام» والنائب «مايك والتر»، قد دعيا في وقت سابق الرئيس بايدن للاعتراف بأحمد مسعود، وكذلك عمرو الله صالح، أحد مؤسسي جبهة المقاومة الوطنية.
رد فعل طالبان
وعلى الرغم مرور 3 أشهر من إعلان الحكومة الجديدة لم تعلن طالبان موقفها من النشاط السياسي والأحزاب السياسية، وعندما أعلنت الجبهة كان رد فعل الحركة قويًّا، ووصفت مؤسسي الجبهة بوجوه قديمة لا تفكر إلا في مصلحتها.
مقاومة ضد طالبان
وتركز الجبهة على الحل السلمي للأزمة واستئناف المفاوضات مع حركة طالبان، متهمًا الحكومة السابقة بالغدر والمؤامرة، وهي التي مهدت الطريق إلى تفكيك الجيش، إذ يقول البيان الصادر عنها: «إن المجلس الأعلى للمقاومة الوطنية يفضل حل القضايا المصيرية في أفغانستان عبر الحوار والمفاوضات، وإن استئنافها أمر ضروري ومهم إلى إنهاء النزاع في البلاد.. ويجب أن تهدف هذه المفاوضات إلى تحقيق سلام دائم وكريم يضمن إعادة بناء الجمهورية على أساس المبادئ الإسلامية وإقامة نظام منتخب بمشاركة عادلة لجميع أطياف المجتمع والتيارات السياسية وشرائح المجتمع، ويضمن الحقوق الأساسية للمواطنين، وخاصة النساء والأطفال والأقليات».
وكان زعيم «جبهة المقاومة الوطنية» المناهضة للحركة الأفغانية، والمتمركزة في إقليم بنجشير، أحمد مسعود، أعلن في سبتمبر الماضي، دعمه لمبادرة مجلس العلماء الأفغاني لإجراء مفاوضات رامية إلى إنهاء القتال بين الطرفين، حيث قال في بيان له: «ترحب جبهة المقاومة الوطنية بشكل عام بقرار مجلس العلماء الأفغانيين لوقف الحرب بشكل عاجل... توافق جبهة المقاومة الوطنية على حل المشاكل الحالية والوقف الفوري للقتال ومواصلة عملية التفاوض وتأمل بأن تتخذ طالبان خطوات عملية لتلبية هذا المطلب من قبل العلماء الشرفاء».
ويمثل إقليم بنجشير الجبلي معقلًا لقوات «جبهة المقاومة الوطنية» بقيادة مسعود، الزعيم العسكري السياسي من أصل طاجيكي، المناهضة لطالبان، التي سيطرت مؤخرًا على معظم أراضي أفغانستان بما في ذلك العاصمة كابل.





