ad a b
ad ad ad

مع دخول فصل الشتاء.. تفاقم الأزمة الإنسانية بأفغانستان في ظل عجز حكومة طالبان

الثلاثاء 02/نوفمبر/2021 - 06:40 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

مع اقتراب دخول فصل الصيف، تظهر مشكلات جديدة أمام الأفغان في ظل حكومة طالبان الجديدة، تضاف إلى سلسلة الأزمات التي تطوق رقابهم وأبرز المشكلات فقدان الأمن، فطبيعة الأراضي الأفغانية متطرفة بشكل كبير، حيث تتمتع البلاد بمناخ قاري شديد البرودة شتاء، خاصة في المناطق المرتفعة والمفتوحة، إضافة لما تعانيه البلاد من آثار التغير المناخي، الأمر الذي ينعكس بصورة مأساوية على المواطن.


مع دخول فصل الشتاء..

شتاء بارد


يمر بأفغانستان صيف حار وشتاء شديد البرودة، وتصل درجة الحرارة في الكثير من المناطق إلى أقل من25 درجة تحت الصفر، إذ تشهد المناطق الجبلية في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد مناخًا متأثرًا بالقطب الشمالي يتميز بشتاء جاف وبارد. 


وتوثر الجبال المرتفعة على مناخ المناطق المحيطة بها، حيث تنخفض درجات الحرارة في المناطق المرتفعة، ويؤثر ذلك على تساقط الأمطار، وبذلك يكون المناخ في هذه المناطق مختلفًا كثيرًا عن مناخ المناطق الجافة الأخرى، ويتطلب شتاء كهذا استعدادات خاصة من المواطنين سواء من حيث أدوات التدفئة والتغذية المقاومة للبرد، وهو الأمر الذي يصعب توافره للكثيرين في ظل الظروف الاقتصادية والأمنية المعقدة التي تعانيها البلاد.


التغيرات المناخية


يتضافر مع مشكلة التطرف المناخي الذي يسود أفغانستان، ما تعانيه من آثار التغير المناخي، الذي أدى خلال السنوات الماضية إلى حدوث موجات عنيفة من الجفاف والفيضانات، أدت إلى عمليات نزوح جماعي من القرى التي تعتمد على الزراعة وتربية الحيوانات إذ كان أكثر من 90% من سكان ولاية بادغيس يعيشون من الزراعة والمواشي قبل أن ينال الجفاف منهم عاميْ 2018 و2021، مما تسبب في هجران قراهم.


ووفقًا لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، يعاني أكثر من نصف سكان أفغانستان - أي 22,8 مليون شخص - حاليًا، من انعدام حادّ بالأمن الغذائي، بسبب الآثار المشتركة للحرب والاحتباس الحراري والأزمات الاقتصادية والصحية. وتّعدّ هذه النسبة الأكبر منذ أن بدأت الأمم المتحدة بتحليل البيانات في أفغانستان منذ عشر سنوات.


ويعاني 90% من سكّان بادغيس من انعدام حاد بالأمن الغذائي بسبب قلة الأمطار التي أدّت إلى جفاف الحقول وحرمان الحيوانات من الماء والطعام، بحسب وكالة التعاون التقني والتنمية.


اعترافات طالبان بالعجز


مؤخرًا اعترفت حكومة حركة طالبان بالعجز، أمام هذه المشاكل، وانشغالها بأمور أخرى غير الجانب الاقتصادي، ونشر سهيل شاهين المتحدث باسم الحركة بيانًا الجمعة 29 أكتوبر 2021م، على موقع تويتر يستجدي فيه المجتمع الدولي لمساعدة أفغانستان قبل بدء فصل الشتاء.


وقال شاهين: «اقترب فصل الشتاء ، لذا فإن هناك حاجة ماسة لأن يقوم المجتمع الدولي بصرف حزمة المساعدات التي تم الإعلان عنها مؤخرًا والتي تبلغ قيمتها مليار يورو (حوالي 1.2 مليار دولار) والتي تم التعهد بها في قمة افتراضية لمجموعة العشرين لأفغانستان، لجميع الفقراء والضعفاء. والنازحين.


وأضاف: إن حكومة طالبان على استعداد للتعاون الكامل من خلال الوكالات التي تم توجيهها والمنظمات غير الحكومية الأخرى على الأرض آملا أن تنهي المساعدة الإنسانية مسؤوليتنا المشتركة والمتبادلة تجاه الهجرة والمجاعة والأزمات الإنسانية الوشيكة.


وطالب المجتمع الدولي بإلغاء تجميد ما يقرب من 10 مليارات دولار من أصول الشعب الأفغاني واستئناف المساعدات الإنمائية والمشاريع التي تعهد بها المجتمع الدولي لأفغانستان في مؤتمر جنيف 2020.

"