في فصل جديد من فصول الحرب الإلكترونية التي تخوضها إيران، تعطل بيع البنزين المدعوم في محطات الوقود بسبب هجوم إلكتروني، ما أدى لاصطفاف أعداد كبيرة من المواطنين أمام المحطات في أنحاء البلاد، حسبما أفادت تقارير إعلامية.
أين البنزين
وتداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا للوحات إعلانية رقمية مثبتة في شوارع مدينة أصفهان، مكتوب عليها سؤال موجه إلى المرشد الأعلى للثورة هو «أين بنزيننا يا خامنئي؟».
وأعلنت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية بشكل رسمي أن تعطل نظام التزويد بالوقود في المحطات سببه هجوم إلكتروني، وكذلك نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «إيسنا»، عن هُمايون صالحي، رئيس جمعية ملاك محطات الوقود تأكيده وقوع هجوم إلكتروني.
الذكرى الثانية
وذكرت وكالة أنباء وزارة النفط (شانا) أن المبيعات بالبطاقات الذكية المستخدمة في البنزين المدعوم الرخيص هي فقط التي تعطلت، ولا يزال بإمكان العملاء شراء الوقود ذي الأسعار الأعلى.
وأتت تلك الواقعة قبل حلول الذكرى الثانية لثورة البنزين التي وقعت بسبب رفع أسعار الوقود في منتصف نوفمبر 2019، مما أدى إلى احتجاجات واسعة في أنحاء البلاد قتل فيها ألف وخمسمائة مواطن وفق بعض التقديرات، وقدر البعض الرقم بأكثر من ذلك بكثير.
احتجاجات عارمة
وعمت الاحتجاجات المناهضة للنظام البلدات الصغيرة والمدن الكبرى في معظم أنحاء إيران، على الرغم من القمع الشديد والعدد المتزايد من الضحايا، وتم حرق مكاتب ممثلي المرشد علي خامنئي في المحافظات.
وكانت الهتافات الأكثر شعبية بين المتظاهرين في جميع أنحاء البلاد هي: «الموت للديكتاتور، تسقط الجمهورية الإسلامية، لا نريدها، لا نريدها، ولا غزة، لا لبنان، أضحي فقط من أجل إيران»، في تعبير عن رفضهم لتدخلات النظام الإيراني في دول المنطقة وتبديد ثرواتهم عليها.
حروب سيبرانية
تُعتبر إيران قوةً عسكريةً ناشئةً في مجال الحروب السيبرانية، وقد طوّرت من قدراتها على مدار السنوات الماضيّة للدرجة التي مكّنتها من مهاجمة مواقع إلكترونية لدول أخرى بل وأهداف مدنية كمحطات المياه والجامعات والسدود عبر الرسائل الإلكترونية.
واستهدفت دولًا غربية وعربية عديدة لكن تنافسها الرئيس كان مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، إذ تتبادل معهما الهجمات السيبرانية بشكل كثيف جدًّا منذ فترة طويلة، وبدأت تلك الحرب الإلكترونية مع إيران في يونيو من عام 2010 عندما تم شن هجومٍ عبر الإنترنت نجح في اختراق منشآتها النووية في نطنز بواسطةِ فيروس يحمل اسم ستوكسنت، ونجح في تدمير أكثر من 1000 جهاز طرد مركزي نووي، وعطل مشروعها النووي.