رغم العداء المعلن.. إيران تستورد من شركة إسرائيلية
الخميس 21/أكتوبر/2021 - 08:25 م

إسلام محمد
رغم حرب التصريحات والتهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، فإن الجانبين يجريان من حين لآخر صفقات ومعاملات تبعًا للمصالح المشتركة التي تجمعهما في كثير من الأحيان.
وتم الكشف مؤخرًا عن أحدث تلك الصفقات متمثلة في استيراد الحكومة الإيرانية أجهزة رياضية من الشركات الإسرائيلية.
وكشفت صحيفة «رياضة» أو «وزرش» بالفارسية، وهي جريدة رياضية إيرانية، عن تسرب أنباء عن تعاون الاتحاد الإيراني لكرة القدم مع شركة إسرائيلية من أجل شراء الجهاز الرياضي الذي يقوم بمساعدة حكام مباريات كرة القدم، والتي تُعرف بـ«تقنية الفار» لوضعها في ملعب آزادي الشهير وسط العاصمة طهران.
وملعب آزادي هذا هو أكبر ملعب كرة قدم في البلاد، بطاقة استيعابية تبلغ حوالي 120 ألف متفرج، وعادة ما تُجرى فيها مواجهات المنتخب الإيراني والمباريات الهامة.
وأضافت الصحيفة أن شركة تعمل في مجال التكنولوجيا الحديثة ومقرها في هونج كونج وتملكها إسرائيل، هي من تعاون مع الاتحاد الإيراني لكرة القدم لشراء أجهزة تقنية الفار.
وبينما لم تعلن الصحيفة الإيرانية اسم المسؤول الذي أبرم العقد مع الشركة الإسرائيلية باسم الاتحاد الإيراني، قبل أن ترسل الشركة بالفعل المعدات الخاصة بتقنية الفار إلى طهران.
وقد أدى الغموض المفروض على الصفقة إلى مزيد من الإثارة والاهتمام الإعلامي بها، لا سيما بين الصحفيين الإيرانيين العاملين في الصحافة الذين سألوا وزير الشباب والرياضة حميد سجادي، الذي نفى الأمر في البداية، لكنه قال «لم أتلق تقريرًا دقيقًا بعد، ونحن في انتظار تلقي تقرير دقيق بشأن قيام شركة إسرائيلية بإرسال تلك المعدات بالتنسيق مع الاتحاد الإيراني لكرة القدم»، مضيفا «نحن مهتمون باستخدام التكنولوجيا الحديثة في كل مكان في الرياضة».
ولم تنف أي جهة حكومية استيراد هذه التكنولوجيا من جهات إسرائيلية مما يعزز من صحة الأنباء المسربة.
تاريخ من التعاون السري المشترك
وخلال العقود الماضية منذ انتصار الثورة الإيرانية عام ١٩٧٩ وحتى الآن شهدت العلاقات بين البلدين صفقات عديدة، أشهرها ما عرف بـ«إيران كونترا» أو «إيران جيت» وهو الاسم الذي اشتهرت به فضيحة شراء طهران أسلحة من إسرائيل لتحارب بها الجيش العراقي خلال حرب الثماني سنوات بينهما.
ففي عام 1985 تم شحن سلاح إسرائيلي من تل أبيب صوب طهران، ضمت الصفقة مئات الصواريخ، واستمر إرسال الشحنات حتى عام ١٩٨٦، وفي حين كانت منابر الجمعة تهتز خلف روح الله الخميني في جميع أنحاء إيران بدعاء بالموت لإسرائيل، كانت المفاوضات تنعقد بين الطرفين في أوروبا للاتفاق على الصفقات العسكرية بينهما.