غابات «داغستان» مرتع للإرهاب
تمكنت الشرطة الروسية، صباح الجمعة 10 سبتمبر2021، من قتل عنصرين إرهابيين في منطقة بويانسك بجمهورية داغستان جنوب روسيا، خلال عملية أمنية.
وقال المركز الإعلامي للجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في بيان، إن قوات الأمن عثرت على إرهابيين في منطقة الغابات في بويانسك، وطلب منهما تسليم أنفسهما، لكنهما قاما بفتح النار على ضباط الشرطة، ما أدى إلى تصفيتهما.
وبحسب البيان، عثر في مكان الاشتباك على أسلحة آلية وذخيرة وعبوة
ناسفة كانت جاهزة في سيارة الإرهابيين.
وكان جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، أعلن في فبراير الماضي إلقاء القبض على 19 إرهابيًّا جنوب البلاد، كانوا يخططون لأعمال تخريبية وهجمات إرهابية في شمال القوقاز التي تضم داغستان.
وخلال الأيام الماضية، تعرضت داغستان إلى عمليات إرهابية استهدفت ضباط شرطة ومدنيين، وعددًا من المؤسسات الحكومية الأخرى.
ومن الملاحظ أن معظم منفذي تلك العمليات من الشباب الذين انضموا لــ«داعش» في السنوات السابقة، ففي تصريحات سابقة لعبد الرشيد محمدوف، وزير داخلية داغستان، أكد أن أكثر من 1200 من مواطنى بلاده موجودون في صفوف منظمات إرهابية مختلفة خارج روسيا، منها «داعش» و«القاعدة».
ذلك على الرغم من أن داغستان تعرف بأنها أرض التصوف، وتبرز تلك المنطقة كونها ذات أغلبية
مسلمة في جنوب جمهورية روسيا الاتحادية، كما تُعرف بثرواتها الطبيعية.
أرض التصوف مرتع للإرهابيين
تشتهر جمهورية داغستان بأنها منطقة ذات طابع ديني إسلامي متصوف بالدرجة الأولى، فمنذ عام 1917 كان يوجد بها ما يقرب من 1700 مسجد أغلبها تابع لطرق صوفية مختلفة، وبسبب عدد المساجد الكبير واجه أهل داغستان العديد من الأزمات من قبل الحكومة الروسية المركزية.
ويلتزم غالبية المسلمين في داغستان بالمذهب الشافعي، إضافة إلى ذلك يوجد بها أربع طرق صوفية كبرى، هي: «النقشبندية والشاذلية والجزولية (أحد فروع الطريقة الشاذلية) والقادرية».
ويتبع
غالبية الشباب الداغستانى تلك الطرق، إضافة إلى كل ذلك، فهُناك رخصة يحصل عليها أي
مريد من أي شيخ طريقة من الأربع، في حال رغبته في الانتقال لطريقة أخرى، بشكل سري
دون أن يعرف أحد، ما عدا عدد قليل من الشهود، وهذا يدل على أن التصوف في هذه
الجمهورية له نصيب الأسد هُناك وله طقوس تشترط الالتزام.
ويُعتبر سراج الدين تاباساران، الشيخ الأكثر شهرة في الجنوب، وحصل على تعليمه من الشيخ عبد الله النقشبندي، وخلال الفترة التي عاش فيها، أقام شبكة من المدارس في جميع أنحاء تاباساران، وأصبح الزعيم الروحي لتلك المنطقة، كذلك أنشأ الجامعة الإسلامية، وعلى يده تزايدت نسبة أتباع الصوفية في داغستان، إلى أن توفي عن عمر 115 عامًا ودفن في مدينة دربند في أواخر التسعينيات.
وبالرغم من أن الدولة صوفية الطابع، لكن خرج منها العديد من الإرهابيين، ولذلك يرجع لعدة أسباب، قد يكون منها، أن تلك الجمهورية تميز أبناؤها منذ قديم الأزل بالقوة الجسدية والبنيان، كما أن معظم الداغستانيين يلحقون أبناءهم بمدارس قتالية وهي التي لها قوانين صارمة.
والأمر الثاني أن تلك المنطقة ذات طبيعة جبلية وتضاريس جغرافية وعرة، وكل هذه الأمور تُشكل بيئة مناسبة تساعد العناصر الإرهابية على الوجود والاختباء بها، وإضافة إلي ذلك كانت داغستان طوال السنوات السابقة ساحة للحروب والتقلبات السياسية بين مختلف الأطراف في روسيا، إلى جانب ذلك حاولت قوى أجنبية كثيرة فرض السيطرة عليها، وكانت هذه عوامل تسببت في نمو ظاهرة التشدد في البلاد.





