ad a b
ad ad ad

هل تغير الموقف الإيراني من طالبان؟

الأربعاء 08/سبتمبر/2021 - 03:35 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة
أثار تغير الموقف الإيراني من طالبان الأفغانية علامات استفهام، حيث كان الإعلام الإيراني يقف في صف الحركة، ويهون من شأن المخاوف حيالها، ويهلل للانسحاب الأمريكي من كابل، وتسلم الحركة مقاليد السلطة.

لكن بعد اكتساح قوات طالبان لوادي بنجشير أصدرت إيران إدانة لهذه العملية العسكرية التي أنهت سيطرة آخر جيب تابع للمعارضة المسلحة في أفغانستان ضد الحركة، وبذلك أتمت السيطرة الكاملة على البلاد، إذ كانت هذه المنطقة هي الوحيدة التي بقيت خارج سيطرتها منذ وصولها إلى الحكم في أفغانستان في منتصف أغسطس الماضي.
المتحدث باسم وزارة
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، في مؤتمر صحفي في طهران «الأنباء التي نسمعها من بانشير مقلقة.. ندين بشدة هجوم ليلة أمس على هذه المنطقة».

وأضاف خطيب زاده: «الشعب الأفغاني غيور جدًّا يسعى للاستقلال، وبالتالي فإن أي تدخل أجنبي في هذا البلد أمر مرفوض .. قضية بنجشير يجب أن يتم حلها سياسيًّا عن طريق الوساطات، ولا ينبغي لأحد أن يترك الأمور تنتهي بتقاتل الأخوة».

ووجه الناطق باسم الخارجية الإيرانية مطالباته لحركة طالبان بأن تفي بتعهداتها، مشيرًا إلى أن بلاده تبذل أقصى المساعي لإنهاء معاناة الشعب الأفغاني، وتشكيل حكومة تضم جميع الأطراف، داعيًا إلى عدم تخطي الخطوط الحمر.
هل تغير الموقف الإيراني
ويقع وادي بنجشير الوعر، والذي يصعب الوصول إليه، في شمال العاصمة الأفغانية كابول، وكان آخر معقل للمعارضة المسلحة. 

واتهمت الحكومة التي أطاحتها طالبان، مرارًا، باكستان الجارة المشتركة لإيران وأفغانستان، بدعم الحركة المتشددة، وكان هذا سببًا لتوتر العلاقات بين البلدين.

وكانت علاقات إيران بحركة طالبان مضطربة، ولم تعترف طهران أبدا بحركة طالبان خلال الفترة السابقة التي حكمت فيها البلاد بين عامي 1996 و2001، وخيم التوتر حينها على العلاقات بين الجانبين.

لكن سعت إيران منذ أشهر للتقارب مع طالبان، والتزمت طهران منذ سيطرة طالبان على أفغانستان الحذر في مواقفها، ولم تنتقد الحركة المتشدة، لكن حسم طالبان الأمور بالقوة أقلق الإيرانيين على وضع الشيعة في البلاد، وهم الذين تمتعوا بنفوذ كبير طيلة فترة الوجود الأمريكي السابق، كما تخشى طهران من زيادة النفوذ الباكستاني في أفغانستان على حساب نفوذها هناك، لا سيما أنها تربطها صلات قديمة بالمعارضة في وادي بنجشير.

وتريد طهران أن يحظى الشيعة الهزارة بوضع قوي في ظل حكم طالبان، ولذا تخشى إغضاب الحركة، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن السلام في البلد الجار مشروط بتشكيل حكومة شاملة تعكس التكوين العرقي والديمغرافي، كما قال المرشد الأعلى علي خامئني إن أفغانستان دولة شقيقة، وتشترك مع إيران في اللغة والدين والثقافة، وهو موقف يمهد لاعتراف غير مباشر بحكومة الحركة المستقبلية.
"