ad a b
ad ad ad

الانسحاب الأمريكي.. سيناريو الرعب لأكراد العراق

السبت 21/أغسطس/2021 - 01:16 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

أثار الانسحاب الأمريكي من أفغانستان سجالات واسعة في إقليم كردستان ؛ تخوفًا من خذلان مرتقب في حال قررت واشنطن الخروج من العراق، إذ توجد العديد من أوجه التشابه ونقاط الخلل المشتركة  بين أفغانستان والعراق تتمثل في غياب عقيدة وطنية في إطار جيش موحد، وتعدد الفصائل المسلحة المنقسمة وفق عقائد قومية وطائفية.


محاولات الأكراد

ورغم محاولات الأكراد لاستبعاد سيناريو استيلاء تنظيم داعش على الحكم في البلاد كما فعلت طالبان في حال انسحبت الولايات المتحدة من العراق، يعتبر البعض أن ما جرى في أفغانستان حدث معهم في صيغة وظرف مختلفين، مرة عندما هاجم داعش كردستان في غياب أمريكي عام 2014، وهجوم الحشد الشعبي لاقتحام الإقليم أمام أنظار القوات الأمريكية عام 2017، بحسب زكري موسا، مستشار رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، قائلا: وفي الحالتين نجحت قواتنا في صد الهجومين.


مصير غامض


فيما يطمئن بعض الأكراد أنفسهم بأن مصيرهم لن يشبه ما حدث في أفغانستان؛ نظرًا لاختلافات تجعل تخلي أمريكا عن العراق سيناريو صعب؛ إذ يعزز الموقع الجيوسياسي للعراق من فرص البلاد في أن تحظى باهتمام غير مشروط من واشنطن لضمان حماية أمن إسرائيل الذي هو من أولويات الولايات المتحدة، كما أن البلد غني بالثروات الطبيعية، خصوصًا النفط.


متنازع عليها


تناول المحلل السياسي جون صالح، في دراسة بمعهد واشنطن للدراسات الاستراتيجية، ما كان يطمح إليه أكراد العراق بقدوم إدارة الرئيس الأمريكي جون بايدن، حيث كانوا يتطلعون لحلول لجدالات بين إربيل وبغداد حول إيرادات النفط وموازنة الحكومة العراقية، وهي جدالات جعلت «حكومة إقليم كردستان» عاجزة عن دفع رواتب موظفيها.


وعلى نحو مماثل، تحتاج حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية العراقية إلى حلول للجدالات التي تدور بينهما حول «قوات البيشمركة» والأراضي المتنازع عليها والمادة 140 من الدستور العراقي، والأهم ربما أن أكراد العراق يأملون وضع حدّ لفرض الإيرانيين والأتراك المستمر تطلعات سياسية عليهم، بما في ذلك استمرار المناوشات التركية في حكومة الإقليم ضد «حزب العمال الكردستاني»، بحسب «صالح».


ولفت إلى أن أكراد العراق كانوا متفائلين حيال تأييد بايدن لإعادة العمل بالاتفاق العراقي-الكردي الموقّع عام 2014، حيث اتفق الطرفان على إدارة مشتركة للملف الأمني بين «قوات البيشمركة» الكردية والقوات العراقية في المناطق المتنازع عليها وطرد قوات الحشد الشعبي من هذه المناطق.


ويضع الأكراد أمالهم على تجديد الولايات المتحدة الدعم لإقليم كردستان العراق، وزيادة الشراكات والتحالفات بين الإقليم وأمريكا قبل تنفيذ أي انسحاب مماثل لما شهدته أفغانستان.

"