غضب في قم ومشهد وطهران.. الجاليات الأفغانية تنتفض ضد طالبان
السبت 21/أغسطس/2021 - 07:19 م
محمد شعت
في ظل المخاوف الكبيرة التي تنتاب الشعب الأفغاني بعد سيطرة عناصر حركة «طالبان» على مفاصل الدولة الأفغانية، توالت ردود الأفعال الغاضبة من الجاليات الأفغانية بالخارج ضد الحركة، مطالبين بضرورة تحرك المجتمع الدولي ضدها ووقف الدعم لها، وسط مطالب من أبناء الجاليات بضرورة محاسبة الأنظمة الدولية الداعمة للحركة.
غضب في «قم»
وعلى الرغم من الغموض الذي يسيطر على العلاقة بين حركة طالبان ونظام الحكم في إيران، تأسيسًا على الخلاف المذهبي الديني، وعلى الجانب الآخر وجود مصالح مشتركة قد تقود الجانبين إلى تفاهمات لتجنب التوتر، فإن محافظة «قم» وسط إيران شهدت احتجاجات عارمة ضد الحركة، خاصة أن المحافظة تعد معقل اللاجئين الأفغان الذين أعربوا عن رفضهم ومخاوفهم من هيمنة «طالبان» على الدولة الأفغانية.
وشهدت مدينة «قم» مظاهرات أبناء الجالية الأفغانية لليوم الثاني على التوالي احتجاجًا على سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، ووفق وكالة أنباء «شفقنا» الإيرانية، ردد المحتجون شعارات ضد حركة طالبان منها «الموت لطالبان»، مطالبين بوقف الدعم الدولي للحركة.
ورفع المتظاهرون الأفغان مطالب بمعاقبة الحكومة الباكستانية بسبب دعمها لـ«طالبان»، مطالبين المجتمع الدولي بضرورة دعم الشعب الأفغاني والجاليات الأفغانية في الخارج، خاصة أنهم لن يمكنهم العودة إلى وطنهم بعد سيطرة «هؤلاء» على مقاليد الحكم ومفاصل الدولة.
التظاهرات تمتد إلى طهران ومشهد
وعلى الرغم من أن «قم» تعتبر معقل الجالية الأفغانية في إيران، لكن المظاهرات المناهضة لحركة طالبان انطلقت في عدة مدن إيرانية، خاصة بعدما رحبت السلطات الإيرانية بانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، وردد المتظاهرون هتافات منها «لا نريد إمارة إسلامية»، و«الموت لأشرف غني الخائن»، و«الموت لباكستان»، و«الموت لداعمي طالبان».
ونظم مواطنون أفغان تظاهرات أمام مكتب الأمم المتحدة في طهران، ورددوا هتافات ضد طالبان، كما نظموا تجمعات مماثلة في مدينة مشهد، احتجاجًا على سيطرة الحركة على كابول، ورفعوا شعارات مثل: «الموت لطالبان»، و«أيها الشعب لماذا تلتزم الصمت بينما أنت المنقذ الوحيد».
ويأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه تقارير عن وصول محمد إسماعيل خان، قائد القوات الشعبية في ولاية هرات الأفغانية، إلى مدينة مشهد الإيرانية بعد سيطرة طالبان على هرات واستسلامه أمام قوات الحركة.
سعيد خطيب زاده
إيران قلقة على بعثتها
وبالتزامن مع التطورات على الأراضي الأفغانية، دعت وزارة الخارجية الإيرانية إلى ضمان سلامة بعثتها في مدينة هرات الأفغانية التي سيطرت عليها حركة طالبان، مؤكدة أنها على تواصل مع الدبلوماسيين والموظفين الذين لا يزالون في القنصلية.
وقال المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زاده، فى تغريدة عبر «تويتر»: «إن الجمهورية الإسلامية، ومع إبداء قلقها إزاء تصاعد أعمال العنف في أفغانستان، ونظرًا لسيطرة طالبان على مدينة هرات، تدعو لضمان السلامة الكاملة للمقرات الدبلوماسية وحياة الدبلوماسيين».
وأكد أن الوزارة على تواصل مع أفراد بعثتها في المدينة، التي سيطرت عليها حركة طالبان ضمن الهجوم الواسع الذي تشنه، مع قرب إنجاز انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، فيما أكد مدير شؤون غرب آسيا في الخارجية الإيرانية رسول موسوي أن أفراد البعثة «بخير».





