صراع الفصائل المسلحة في إدلب.. «الجولاني» يسعى للخلاص من «الشيشاني»
السبت 14/أغسطس/2021 - 01:09 م
آية عز
ما زالت أزمة ما تُعرف بـ«هيئة تحرير الشام»، وكتيبة «جنود الشام» العاملين فى محافظة إدلب السورية مستمرة، إذ أرسل محمد الجولاني زعيم الهيئة رسائل تهديد لمسلم الشيشاني زعيم جنود الشام، وقال «مسلم» إن «الجولاني» يريد التخلص منه ومن جماعته، بسبب رفض «جنود الشام» العمل تحت مظلة الهيئة.
وبحسب فيديو مصور نشره «الشيشاني»، أضاف أن قيادات بالهيئة روّجت أن الكتيبة تستعد مع مجموعات أخرى للهجوم على أمراء ومقرات تابعة لتحرير الشام، مطالبًا قيادات الهيئة بالتوقف عن محاولة إدخاله فيما وصفه بـ«لعبتهم السياسية القذرة».
وهدد قائد كتيبة جنود الشام بالرد على محاولة استهداف مجموعته، قائلًا: «أقول لكم إنكم لن تنجحوا في جرنا للعبتكم، لأننا كنا في السابق بعيدين عن المشاكل الداخلية، ولم ولن نتدخل فيها، وإذا قررنا فعل شيء، فإننا سنفعله لحماية أنفسنا وليس من أجل التدخل في هذه الفتن»، بحسب قوله.
وبدأت أزمة تحرير الشام وجنود الشام في نهاية يونيو الماضي، بعد أن حاولت الهيئة إنهاء وجود فصيل «جنود الشام» الذي يتكون من عناصر قادمين من الشيشان، وطلبت الهيئة من الفصيل الانضمام إليها أو مغادرة إدلب.
وفي 16 يوليو الماضي، تحدث زعيم الفصيل «مسلم أبو وليد الشيشاني»، في تسجيل صوتي عن مداهمة الهيئة مقرات عسكرية في جبل التركمان بحثًا عنه، بعد أن منحته مهلة أسبوع لمغادرة الأراضي السورية.
وقال «الشيشاني» حينها: إن جميع العناصر القادمين من الشيشان يعتزمون مغادرة الأراضي السورية برفقة قائدهم.
ويُعرَف عن قائد فصيل، واسمه الحقيقي «مراد مارغوشفيلي»، أنه شيشاني الأصل، وينحدر من قبائل تعيش في جورجيا، وهو مُصنف من قبل وزارة الخارجية الأمريكية «قائد جماعة إرهابية مسلحة» في سوريا منذ عام 2014، إذ اتهمته الوزارة ببناء قاعدة للمقاتلين الأجانب في سوريا.
وجاءت محاولات هيئة «تحرير الشام» تفكيك فصيل «جنود الشامط» ضمن محاولات الهيئة التخلص من العناصر الأجنبية في إدلب، والانفراد بالسيطرة عليها، إذ تعتبرهم الهيئة خطرًا عليها.
ولم يتبق من الفصائل السورية المسلحة في إدلب ممن هم خارج وصاية هيئة تحرير الشام سوى فصيل «أنصار الإسلام» و«جند الله».
ووفق أحد النشطاء السوريين ويُدعى «مزمجر الشام» ، فإن الهيئة حاولت الفترة الماضية استطلاع مواقع جند الله في الساحل؛ تمهيدًا لحملة عسكرية ضدها.
وأضاف: «بقية الجماعات كأنصار التوحيد والتركستان وأجناد القوقاز ومجموعات الأوزبك فهي جماعات موالية للهيئة وتعمل تحت إشرافها».
وبررت الهيئة ذلك بأنها تقوم بذلك لأنها ترغب في محاصرة المطلوبين، وقال مسؤول العلاقات الإعلامية في الهيئة تقي الدين عمر: إن ما تقوم به الجهات المعنية في إدلب هو ضبط ومحاصرة بعض المطلوبين وأصحاب السوابق، وهذا إجراء قضائي عام يشمل الجميع وليس مقتصرًا على فئة معينة، والذي حصل هو تستر بعض العناصر ضمن هذه المجاميع الصغيرة، ومن واجب الجهات القضائية تتبعهم أينما كانوا.
وأضاف: «إنه مع تأكيدنا مرة أخرى أن إدلب وجبهاتها مفتوحة للجميع، وليس خلافنا مع من تفرغ للجبهات، أو خدم الثورة في مجالاتها المتعددة وإنما مع فئة ارتكبت قضايا أمنية وجنائية يجري البت فيها أصولا».





