ad a b
ad ad ad

الاجتهاد الجماعي.. فتاوى التنظيمات الإرهابية في ميزان الشرع

الجمعة 13/أغسطس/2021 - 09:12 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة
لم تدخر جماعات الإسلام السياسي جهدًا في تشويه الدين الإسلامي، وتسويقه كشريعة تحث على سفك الدماء ولا تحترم الإنسان أو حقوقه؛ فلا يزال تنظيما «القاعدة» و«داعش»، ومن قبلهما جماعة الإخوان يغلقون باب الاجتهاد ويكتفون بتأويلاتهم الخاطئة للنصوص والحدود، ويشككون في كل الآراء التي تظهر سماحة الدين والتيسير على الناس، بل إنهم يصفون العلماء والفقهاء بالمفرطين في الدين.

وكانت تأويلاتهم للكثير من المسائل الفقهية التي تغيرت أحكامها بتغير الزمن، طريقة لاستقطاب وتجنيد الشباب الباحثين عن حلم الخلافة، فجاءتهم تلك التنظيمات لتكفر الحاكم وتصف المجتمع بـ«الجاهلي» والأحكام بالوضعية التي لا ينبغي لعناصرهم الانصياع لها والالتزام بضوابط أوطانهم.
الاجتهاد الجماعي..
أمام جموع العلماء الذين قدموا من مختلف دول العالم لحضور المؤتمر العالمي السادس لدار الإفتاء المصرية، لفت الدكتور علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب المصرى، عضو هيئة كبار العلماء، إلى أهمية الاجتهاد الجماعي، ومراعاة أن الواقع عوالمه كثيرة من بينها علم الأشياء والأشخاص والأفكار والأحداث؛ يجب إداركها بعمق ومراعاة أركان الاجتهاد التي تتمثل في إدراك النص، إدراك الواقع والنص بين المطلق والنسبي.

ولا تتخذ الجماعات بهذه الأركان في تأويل النصوص الدينية، التي تحرفها وتجعل لها تفسيرًا واحدًا يخدم أنشطتها وأفكارها في الكثير من المسائل وأهمها الجهاد والجزية والحدود الفقهية، إضافة إلى سعيهم لتجنيد الشباب بتفسيرات خاطئة تضع الدين في مقابل الوطن وتعتبرهم نقيضين لا يمكن أن يتفقا.

والاجتهاد الجماعي الذي يقصده «جمعة» وغيره من العلماء يرسخ مفهوم أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان؛ وأن لكل عصر قضاياه المستجدة والواقع يحتاج إلى مزيد من الجهود والأعمال العلمية والموسوعات الفكرية التي تجمع وتحصر هذه المستجدات، ثم تبين المؤسسات الدينية مفهوم هذه المصطلحات في ميزان الشرع وموقف الإسلام من المتساهلين فيها والمتاجرين بها.
الاجتهاد الجماعي..
وفي هذا الصدد، قال الدكتور دياب فتحي، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن الاجتهاد الجماعي هو الفكرة التي قامت عليها المجامع الفقهية في الدول كافة، إذ يتحمل العلماء الراسخون في العلم الرد على الأفكار المغلوطة والأحكام الفقهية الخاطئة التي تروجها التنظيمات الإرهابية.

ولفت «فتحي» في تصريح لـ«المرجع» إلى أهمية هذه المجامع في  تكييف الأحكام الشرعية بصورة تراعي الواقع، مشيرًا إلى أن الاجتهاد وحده ليس الحل؛ فلابد من خلق حالة من الثقة بين الشباب والعلماء، ومنح مساحة إعلامية لكبار العلماء والمجددين لكي يوضحوا كل ما يخص الفتوى والفرق بينها وبين الحكم الشرعي.

وأضاف أن  جامعة الأزهر لا تكف عن توعية الشباب الذين هم أكثر فئة تستهدفها الجماعات، وتفتح قنوات للتواصل مع الطلاب والوافدين الذين يعودون إلى بلادهم محملين بالأفكار الوسطية لنشرها في بلادهم.

بدوره، بيّن الباحث الليبي، جبريل العبيدي، أن هناك أزمة فكر، وافتقارًا لمعالجة طرق التفكير، التي تسببت في إنتاج منهج خاطئ، منح القدسية للتفسير والتأويل، وابتعد عن النص المقدس (القرآن)، ما ساهم في انقطاع الاجتهاد، وتغييب علماء الدين وفقهائه، وتسبب في تضليل الكثيرين ممن انجذبوا لتنظيم «داعش» وغيره.
"