النظام الإيراني يستنسخ ميليشياته في أفغانستان
الجمعة 06/أغسطس/2021 - 05:21 م

إسلام محمد
في محاولة جديدة من النظام الإيراني لاستنساخ تجاربه الميليشياوية ولكن هذه المرة في أفغانستان، أسس ميليشيا مسلحة في العاصمة «كابول» تحت اسم «الحشد الشيعي» بذريعة محاربة الحركات المتطرفة، وظهرت تلك الميليشيا في الأحياء التي يعيش بها كتل سكنية شيعية في العاصمة كابول.

ويعد هذا التنظيم الجديد هو ثاني فصيل أفغاني تدعمه طهران، بجانب لواء «فاطميون»، الذي يتمتع بدعم مالي وعسكري كبير من فيلق القدس، ويقدر عدد أفراده بنحو 30 ألفا، ويشارك في الحرب السورية منذ عدة سنوات.
مخاوف كبيرة بين الأفغان
أثارت تلك التنظيمات مخاوف كبيرة بين الأفغان، إلا أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حاول الدفاع عن تلك الميليشيات، قائلاً في حديثه لقناة تلفزيونية أفغانية: إن عدد مقاتلي اللواء لا يتجاوزون 5 آلاف، وأنه يعمل كقوة داعمة للقوات الأفغانية للتصدي لتنظيم «داعش»، وفق زعمه.
الأمر الغريب أن تسليح ودعم طهران للجماعات الشيعية في كابول، يتم في الوقت نفسه الذي تعمد لمد أيديها لحركة طالبان، مطلقة مبادرات علنية تجاه الحركة، إذ أعلنت استضافتها جولات من المباحثات بين طالبان ووفد حكومي أفغاني، في إطار ما اعتبرته جهودًا للوساطة من أجل المصالحة السياسية بين كابول وطالبان.
كما كان لافتا مواقف الطرفين في إبداء احترامهما للحدود المشتركة بينهما، بعد سيطرة «طالبان» على أهم معبر بين البلدين المعروف باسم «إسلام القلعة».

الأفغان في الحرب السورية
وبحسب دراسة أعدها مركز «جسور للدراسات» صدرت في يناير الماضي، تمتلك طهران 131 موقعًا عسكريًّا بين قاعدة ونقطة وجود في عشر محافظات سورية، 38 منها في درعا، و27 في دمشق وريفها، و15 في حلب، و13 في دير الزور، و12 في حمص، وستة في حماة، وستة في اللاذقية، وخمسة في السويداء، و5 في القنيطرة، وأربعة في إدلب.
وفقد العديد عناصر من ميليشيا فاطميون في الحرب الدائرة في سوريا، ولقي عدد من قادتها مصرعهم وكان آخرهم «سيد أحمد قريشي»، أحد أبرز قادة الحرس الثوري الإيراني وأحد مؤسسي ميليشيا فاطميون، ويعتقد بمقتله نتيجة إصابته في الغارات الإسرائيلية الأخيرة.
واعترفت وكالة تسنيم المقربة من الحرس الثوري الإيراني، بمقتل قائد ميليشيا فاطميون في سوريا، لكنها أرجعت السبب إلى إصابته خلال الحرب العراقية الإيرانية التي انتهت منذ ٣٣ عامًا.
ومن غير المعروف بدقة عدد الأفغان الذين قتلوا في الحرب في سورية، كما أن هناك العديد من العائلات ما زالت لا تعرف مصير أبنائها، فالكثير منها لا تعرف حتى مكان دفن الموتى منهم، كما أن ذويهم في حالة حداد دائمة، وهم غاضبون مما حدث لأبنائهم، ولكن ليس لديهم وسائل لرفع دعوى بهذا الخصوص.
وتتردد شائعات عديدة عن الأفغان من أعضاء الميليشيات الذين ما زالوا في خدمة الحرس الثوري الإيراني، ويعيشون حاليا في مدن مختلفة في أفغانستان ويتخفون عن الأنظار بسبب ارتباطاتهم السابقة بالأجهزة الأمنية الإيرانية.