مخيم الخطر.. داعشيات يهربن من «الهول» بزيجات افتراضية
تحوّل مخيم «الهول» الواقع في شمال شرق سوريا، والذي يقبع فيه آلاف العناصر الموالية لتنظيم داعش الإرهابي وعلى رأسهم عوائل التنظيم من النساء والأطفال، إلى مكان ترعى فيه جماعات عنيفة ومنظمة مخططاتها لجني الأموال التي تساعد في الحفاظ على الإرهاب حيًا خارج الأسلاك الشائكة، حيث تزوجت نساء أجنبيات من داخل المخيم رجالاً قابلنهم عبر الإنترنت، وهربت المئات منهن باستخدام الرشاوى النقدية التي منحها لهن أزواجهن الجدد، حيث تشكل هذه الممارسة خطرًا أمنيًّا كبيرًا داخل سوريا وللحكومات الأجنبية التي ترفض إعادة مواطنيها إلى بلادهم، إذ يعد الزواج لهؤلاء وسيلة هروب سهلة وشائعة بشكل متزايد.
زيجات افتراضية
تحوّل الزواج في عصر وجود التنظيم الإرهابي إلى زواج بالهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتلو الشيخ الوسيط بضع آيات قرآنية ويصبح وليًّا جديدًا للمرأة، وبالتالي، تتم الزيجات عبر الهاتف وليس من الضروري أن تكون المرأة في المكالمة، وبعد ذلك، تتلقى العروس نقودًا أو هاتفًا محمولًا جديدًا كمهرٍ لها.
وتبدو هذه العلاقات الافتراضية خيرية أو مساعدة إنسانية، لكن صحيفة «جارديان» البريطانية، تشير إلى أن الرسائل والصور التي تلقتها في قضية الحال قد تشير إلى علاقات رومانسية أو جنسية كذلك في بعض الأحيان، إذ تبين أن مقاتلًا من محافظة إدلب السورية كان يتبادل رسائل وصورًا جنسية صريحة مع نساء من مخيم الهول، وفقًا لمصدر فحص هاتف الرجل بعد وفاته في شهر يونيو 2021.
وتقول امرأة في المخيم «للجارديان»: «انفصلت عن زوجي السابق لأنه كان يخاف من الاعتقال عبر إرسال الأموال بعد أن وعد بمساعدتي، وقابلت رجلًا آخر عبر الإنترنت وأفكر في الزواج منه إذا تأكدت أنه سيكون قادرًا على تقديم الدعم لي ولأولادي»؛ بينما تقول معظم النساء الأجنبيات إن الزواج هو وسيلة الهروب الوحيدة والشائعة للحصول على الحرية خارج المخيم.
ومن بين الطرق الأخرى التي تسعى نساء المخيم إلى انتهاجها لمحاولة الخروج منه، إقدامهن على إطلاق صفحة خاصة بكل واحدة منهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تنشر فيها صورًا بلباس أسود أو رموز أخرى مرتبطة بأسلوب تنظيم داعش الإرهابي، ثم تدعو المجتمع الإسلامي لإنقاذها.
وخلال الفترة الأخيرة، ظهرت عمليات تهريب مئات منهن باستخدام الرشاوى النقدية التي قدمها أزواجهن الجدد، إذ وصلت المدفوعات البنكية لسكان المخيم إلى ما يزيد على 500 ألف دولار، وفقًا لشهادة 50 امرأة داخل المخيم وخارجه، فضلًا عن مسؤولين أكراد محليين وعضو سابق في تنظيم داعش في أوروبا الشرقية ومقاتل أجنبي مستقر في محافظة إدلب ومتورط في عمليات التهريب، حيث تمثل هذه الممارسة خطرًا أمنيًّا كبيرًا داخل سوريا وللحكومات الأجنبية التي ترفض إعادة مواطنيها إلى بلدانهم الأصلية.
للمزيد: نجاح بطعم الفشل.. فرنسا تنهي عملية «برخان» في مالي والبديل «تاكوبا»





